دراسة الثقافة الجنسية بين الرفض و القبول
دراسة
الثقافة الجنسية بين الرفض و القبول
الشيخ السيد مراد سلامة
أخي المسلم ….أختي المسلمة: كثيرا من
نسمع الخلاف بين الناس في مسألة دراسة الثقافة الجنسية لدي الطلبة والطالبات وعد
البعض ذلك من المروق في الأخلاق، وأن ذلك لا يجوز شرعا ولا عرفا إذ كيف سنتحدث ونعلم
الطلبة تلك المسائل الدقيقة وصدرت في ذلك فتاوى من بعض الدعاة.
وفريق أخر
فريق الانفتاح على الغرب لا يرى غبارا على تدريس تلك الثقافة للطلبة والطالبات دون
مراعاة الضوابط الشرعية و الأخلاق المرضية .......................... وفي هذا الفصل نلقي
نظرة شرعية على تلك المسألة
اعلم بارك الله فيك أن تدريس تلك الثقافة ليس حراما
ولا عيبا بل هو من الواجبات التي ينبغي للشباب والفتيات معرفتها ولنقف مع الشرع
لنعرف على الجائز والحرام في تلك المسألة.
أولا: أن المتأمل
في الفصل السابق ليجد أن تلك الأسئلة التي طرحت على النبي صلى الله عليه وسلم لم
تكن من باب الفكاهة ولا من باب التندر وإنما كانت من باب العلم والتعلم فهم جاءوا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم لسألوا عن الدق التفاصيل في الحياة الجنسية.
ثانيا: لم ينههم
النبي ولم ينهرهم لما سألوه تلك الأسئلة المحرجة بل قابل بعضها بالتبسم الذي يحوي
معنى التعجب من جرأة السائلة التي طرحت عليه ذلك السؤال.
ثالثا: كتب الحديث
والفقه لم تخل من الحديث عن تلك الثقافة الجنسية فأبواب الطهارة من الحدث الأكبر
والصغر تشتمل على أدق المسائل المتعلقة بالمعاشرة الجنسية بين الزوجين فنجد الحديث
عن المذي وعن المني وعن الجماع وأحكامه وآدابه كل ذلك مسطر ومدون في كتب الفقه والحديث.
رابعا: أن العلماء
كانوا يدرسون تلك الأحكام والمسائل في المساجد والندوات ولم يكن هناك حياء من طرح
تلك المسائل الدقيقة المحرجة
خامسا: أن المعاهد والجامعات
الأزهرية تدرس تلك أبواب للطلبة والطالبات منذ المرحلة الإعدادية وحتى المرحلة
الجامعية
من صنف من
العلماء في الثقافة الجنسية
احتفى التاريخ العربي بالعديد من كتب فن النكاح والجنس،
وكان للعديد من كتاب الدين والمؤرخين الإسلامين العديد من كتب التي تناولت العلاقة
الجنسية بين الرجل والمرأة.
ومنذ البداية فطن رجال الدين لأهمية الحياة الجنسية
عن الإنسان، وبرر جورج كدر فى كتابه "فن النكاح في تراث شيخ الإسلام جلال الدين
السيوطي" تناول العديد من رجال الدين الإسلامى فن النكاح، كانت منتشرة بكثرة فى
أرض الجزيرة العربية، كان فيها نساء معروفات ويتميزن بخصوبة تحتاجها وتتطلبها الظروف
القاسية، أولئك الباغيات تردد عليهم أعيان القوم دون حرج، وكان العرب قبل الإسلام طقوس
مختلفة يحتفون فيها بالجنس ويكرمون الولد، لأنه سفيرهم إلى الخلود واستمرار جنسهم.
وكان من أشهر من كتبوا فى "فن النكاح" وتناول
الجماع الجنسى بين الرجل والمرأة من رجال الدين:
جلال الدين السيوطي
يعد الفقيه الراحل واحد من أبرز علماء المسلمين، وتنوع
إنتاجه الثقافى ما بين تاريخ دينى وعلوم الشرع، وتطرق أيضا إلى فن النكاح والجنس، إذ
إن الشيخ الشهير هو مؤلف كتاب "نواضر الايك" الذى يعتبر من أمهات كتب الثقافة
الجنسية العربية الشهيرة والتي تناولت العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة.
كما تناول "السيوطى" فنون النكاح وعملية الجماع
الجنسى بين الرجل والمرأة فى العديد من كتبه الأخرى، حيث إن رجل الدين الشهير كانت
له موسوعته الخاصة فى فنون النكاح، وأخذ التناول عن الحياة الجنسية عند العرب، فى كتب
مثل "الوشاح في فوائد النكاح"، و"رشف الزلال من السحر الحلال"،
"الافصاح في اسماء النكاح"، "مباسم الملاح ومباسم الصباح في مواسم النكاح"،
"نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر"، "نزهة المتأمل ومرشد
المتأهل للسيوطي".
ابن
حزم الأندلسى:
قدم ابن حزم واحد من أكثر الكتب التى تحدث عن الحب والعاطفة،
ويرى عدد منن الباحثين أن الفقيه الأندلسى لم تقتصر كتاباته الجنسية على الاستشهاد
أو الوصف الجامد ولكن تعدته إلى أن تصبح هذه الكتابات جزءاً من الحدث الجنسي، تؤثر
فيه، وتتأثر به.
وترى الباحثة مها عمر أن فى كتاب ابن حزم "طوق الحمامة"، يعقد ابن حزم التوازن
بين مكونات المحبة "الذات- الآخر – الروح- الجسد"، ويركز على ذاته وتجربته
الخاصة ورؤيته.
ابن
القيم الجوزي: ترك الفقيه المسلم الراحل مجموعة قيمة في كتابه
"زاد المعاد" من الأعشاب والأغذية المختلفة التي تفيد في تقوية الرغبة الجنسية،
كما تعرض كما لمواضيع دقيقة خاصة بالعلاقة الجنسية بين الزوجين، وذلك على ضوء سيرة
الرسول صلي الله عليه وسلم وحياته الشريفة مع زوجاته، من خلال كتابه "أحكام النساء".
ويذكر الدكتور عبد العزيز سيد هاشم فى كتابه "ابن
الجوزى الإمام المربى والواعظ البليغ والعالم المتفنن" إن ابن الجوزى تحدث عن
العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة من خلال إطارها الصحيح، وصرح بأنه ينبغى للرجل أن يحذر من كثرة الجماع،
وذلك فى كتابه "صدي الخاطر".
أحمد
بن سليمان: وهو صاحب أشهر كتاب عثمانى
فى فن النكاح، حيث يقدم الكتاب خلاصة التراث الجنسي عند العرب ويقال أنه ألفه بأمر
من السلطان سليم الأول، ويقوم الكتاب على قسمين، توزعا على ستين بابًا، الأول مخصص
للحديث عن الرجال، والثاني مخصص للحديث عن النساء.
ويصف الكتاب على أنه كتاب إباحي
لأنه يستفيض في شرح أمور الجماع، وممارسة الجنس، ولعله ذلك الكتاب أعظم منجز ثقافي
للدولة العثمانية المقبورة، طوال 600 عام، هو تاريخ وجودها، اسم الكتاب هو "رجوع
الشيخ إلى صباه والقوة على الباه"، ألفه ابن كمال باشا، في القرن الـ16، بطلب
من السلطان سليم الأول.
يعتري الغموض ملابسات تأليف
الكتاب الإباحي "رجوع الشيخ إلى صباه" وكل ما نعرفه من مؤرخ العلوم حاجي
خليفة في كتابه "كشف الظنون في الأسامي والعلوم والفنون"، أن بن سليمان باشا
قد ألف الكتاب بناء على طلب من السلطان سليم الأول.
يخصص المؤلف عدة أبواب لإيراد
الوصفات العشبية أو "الأدوية المفردة"، وكذلك التراكيب الدوائية، أو
"الأدوية المركبة"، التي تعتني بعلاج الضعف الجنسي عند الرجل، أو البرود
الجنسي عند المرأة.
أبى
عبدالله التيجانى: أحد أئمة المذهب
المالكي، ويقال إنه كتب "تحفة العروس ومتعة النفوس"، لأحد الأمراء الحفصيين
في أوائل القرن الثامن الهجري، كما أن معظم المستشرقين اهتموا بتحفة التيجاني وقاموا
بنقله إلى أكثر من لغة حية، من بينها الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية.
يضم الكتاب الذي وصفه العلامة
حسن حسني عبد الوهاب بأنه مجموع أدبي رائق خمسة و عشرين فصلًا، مخصصة للحديث عن معاشرة
النساء، وصفة أعضائهن من حسن وقبح، وحقوق المرأة على الرجل، والمفاكهات والمطايبات
المتعلقة بالنكاح.
واعتمد التيجاني في تأليفه
لهذا الكتاب، على مصادر متنوعة من بينها، كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني،
و"إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، و"زهر الآداب" لأبي إسحاق
الحصري، إضافة للأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، والأحاديث الشفوية المتناقلة بين
الأعراب.
{مستلة من كتابي التربية الجنسية في الاسلام}
تعليقات
إرسال تعليق