النبي صلى الله عليه وسلم مربيا التربية على العفة .pdf
النبي صلى الله عليه وسلم مربيا (التربية على العفة)
الشيخ السيد مراد سلامة
الخطبة الأولى
أما بعد: معاشر المحبين
للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم – نتذاكر في شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس
و المبادئ التربوية التي وضعها خير البرية صلى الله عليه وسلم لحماية المجتمع من
الانحراف أخلاقي و الانحراف السلوكي حيث ربى اتباعه و امته من بعده على فضيلة العفة
ووضع لهم السياج الوقي الذي يقيهم من الوقوع في بحار و لجة الشهوات فأعيروني القلوب و الأسماع
حالنا
اليوم:
إخوة الإسلام إن حالنا اليوم أن دل على شيء فإنما
يدل على غياب التربية الإيمانية والأخلاقية وحلول التربية على العهر والتبرج والدعوة
إلى الرذلة مكان تلك القيم السامية انظروا وتأملوا كيف سجلت مصر أعلى معدلات
التحرش في العالم العربي، حيثُ وصلت نسبة التحرش بالنساء إلى حوالي 90 % وخاصة
الفتيات التي تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 28 عام، أمّا نسبة تعرض الرجال في مصر
للتحرش تصل إلى 27 %.
هل إنهن إذا رفــعن حــجابا *** يبلغن من
نيل العلا أســــبابا
كلا فهتك الستر شر مصــيبة *** يغدو بها
صرح العفـــاف خرابا
حسبوا التمدن في السفور وما دروا *** أن
السفور يُنـــصر الأعـرابا
ويُضل عن طرق الهداية مــؤمنا *** عرف
الشريعة ســنة وكتـابا
النبي صلى الله عليه وسلم مربيا (التربية على العفة)
بعد هذا البيان لحال بني الإنسان
نقف مع معلم البشرية صلى الله عليه وسلم المربي الأول
الذي ربى جيلا فتح الفتوح ومصر الأمصار
الذي ربى جيلا يعرف الفضيلة ويأنف من الرذيلة
الذي ربى الحياء والطهارة والنقاء
لنتعرف على أسس التربية
المحمدية على العفة والطهارة
أساس
الأول التربية على المراقبة لله تعالى
معاشر الأحباب: رباهم على أن
الله تعال يطلع عليهم يعلم السر و اخف و يطلع على خائنة الاعين قال الله تعالى﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ
الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ
مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 17-19]
وخائنة الأعين كما قال ابن
عباس: هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تمر به وبهم
المرأة الحسناء، فإذا غفلوا لحظ إليها، فإذا فطنوا غَضّ، فإذا غفلوا لحظ، فإذا
فطنوا غض بصره عنها، وقد اطلع الله من قلبه أنه وَدّ أن لو اطلع على فرجها.
وقال الضحاك: {خَائِنَةَ الأعْيُنِ} هو الغمز، وقول الرجل: رأيت، ولم
ير؛ أو: لم أر، وقد رأى.([1])
فلا تعرض نفسك لسخط الله
تعالى، ولا تجعل الله تعالى أحقر الناظرين إليك، ولا تكن من الذين قال الله عنهم: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ
وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} (108) سورة النساء.
ثانيا:
التربية بالأمر بغض البصر
جاء القران الكريم ليقوم
الأخلاق وليطهرها من كل ما يدنسها ويحط من قدرها فدعا إلى العفة وامر بها المؤمنين
والمؤمنات فال رب الأرض والسماوات: ﴿ قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ
أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ
يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 30، 31]
وها هو جل جلاله - يأمرنا
بالعفة ويعدنا عليها الغنى وقال سبحانه: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ
مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33].
(أي: ليطلب العفة عن الحرام والزنا الذين لا
يجدون ما لا ينكحون به للصداق والنفقة، حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
أي: يوسع عليهم من رزقه) (1). ((معالم التنزيل)) للبغوي (6/ 41)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنُ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا
إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا أَوْعَدْتُمْ ، وَأَدُّوا إِذَا
اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ "([2])
عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ إِنَّ لَكَ
كَنْزًا فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْهَا فَلا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ
النَّظْرَةَ فَإِنَّمَا لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الأُخْرَى ([3])
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ
عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجَاءَةِ، فَقَالَ: «اصْرِفْ
وَجْهَكَ»([4])
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «زِنَا
الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزْنَا الْيَدَيْنِ الْبَطْشُ، وَزْنَا الرِّجْلَيْنِ
الْمَشْيُ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ»([5])
فيه مبالغة في الستر
لأمهات المؤمنين، لكريم مقامهن رضي الله عنهن. أما غيرهن من النساء فلا يجب عليها
الحجاب لحضور الأعمى، وإنما حرم عليها النظر إليه إذا كان أجنبيًّا منها، ونظرُ
عائشة إلى لعب الحبشة في المسجد، لم يكن لأبدانهم إنما هو للعبهم وآلاتهم
قَالَ مَالِكُ بْنُ
دِينَارٍ: " قَالَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يَا مَعْشَرَ الْأَبْنَاءِ،
تَعَالَوْا حَتَّى أُعَلِّمَكُمْ خَشْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْكُمْ
أَحَبَّ أَنْ يَحْيَى وَيَرَى الْأَيَّامَ الصَّالِحَةَ فَلْيَحْفَظْ عَيْنَيْهِ
أَنْ يَنْظُرَ أَسْوَاءً، وَلِسَانَهُ أَنْ يَنْطِقَ بِالْإِفْكِ»([6])
إن معظم بلايا الفساد
مصدرها من إطلاق البصر في المحرمات، وإرسال العين في تتبع العورات. قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30، 31].
قال سعيد بن أبي الحسن
للحسن: "إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله
- عز و جل -: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
﴾.
ثالثا
:الأمر بعدم الخضوع في القول :
فالكلام بين الرجل والمرأة
الأجنبية، ليس ممنوعاً في الشرع على إطلاقه، ولكن الممنوع منه ما يؤدي إلى الفتنة،
كالخضوع بالقول، وهو الليونة والميوعة في الكلام، قال تعالى: يَا نِسَاءَ
النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا
مَعْرُوفًا. {الأحزاب:32}
جاء في تفسير ابن عطية
-رحمه الله-: ثم نهاهن الله تعالى عما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة
الرجال برخيم القول، و «لا تخضعن» معناه ولا تلن، وقد يكون الخضوع في القول في نفس
الألفاظ ورخامتها، وإن لم يكن المعنى مريبا. اهـ.
وعليه فإن المرأة التي
تخضع في كلامها مع الرجال الأجانب إنما تُحرك النفوس المريضة نحوها حيث يأملون
تحصيل مطلوباتهم الرخيصة منها، فالمرأة بطبيعتها جبل الله نفوس الرجال على الميل
إليها، فإذا صاحب هذه الجبلة داعٍ آخر من الكلام الرقيق الرخو، أو التزين أمامهم
أو غير ذلك فإن ذلك الميل الجبلي يقوى ويزداد عند من لا يراقب الله -عز وجل-.
رابعا:
الأمر بالحجاب:
إخوة
الإسلام: ومن أسس التربوية التي ربى عليها خير البرية صلى الله
عليه وسلم أمته أن امر نساء المؤمنين بالحجاب حفاظا عليهن من التحرش وحفاظا على
الرجال من الافتنان بهن
وقال
تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ
ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً
رَحِيماً ) الأحزاب/59
أما الأحاديث: فهي الأحاديث توضح مدى التزام الصحابيات
بما امر الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ
الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ، لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ {وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ
بِهَا».([7])
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
﴾ [الإسراء: 16]، وقال
صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغيِّرُوهُ،
أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ" ([8])ا.هـ
([9])
انعدام
القيم والمبادئ الإسلامية وانتشار الفكر الغربي والمعادي للإسلام، وبالتالي ضياع الهوية
الإسلامية، وهذا ما يهدف إليه الكفار منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا. ولتعلم
المرأة المتبرجة أنه ما من رجل يبتلى اليوم بما يفتنه ويصده عن ذكر الله والطريق المستقيم
إلا كانت المرأة المتبرجة سبباً في انحرافه وضياعه.
وهي
شريكة في وزره وما يفعله من محرمات وقبائح وستلقى يوم القيامة حساباً عسيراً.
قال
تعالى في محكم كتابه الكريم: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}
الخطبة الثانية
رابعا:
النهي عن إشاعة الفاحشة في المجتمع:
و من أسس التربوية التي
وضعها خير البرية صلى الله عليه وسلم – ان حرم
إشاعة الفاحشة بين افراد المجتمع لان ذلك موجب لسخط الله و غضبه على هؤلاء فقد جاء الشرع الحنيف لحفظ الفرد والمجتمع على
السواء، فأمرنا بما فيه صلاحُنا، ونهانا عما فيه شرٌّ لنا أو ضرر.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. [النحل: 90]
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ:
هَذِهِ أَجْمَعُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ لِخَيْرٍ يُمْتَثَلُ، وَلِشَرٍّ يُجْتَنَبُ.
[تفسير القرطبي (10/ 165)]
فنواهي الشرع الحنيف ليست
تضييقًا على الفرد أو المجتمع، وإنما جاءت لحفظهما وصيانتهما.
ولم يكتف الشرع بالنَّهي
عن الفواحش والمنكرات وحسب، بل نهى عن إشاعتها في المجتمع أو حب إشاعتها؛ وذلك
للقضاء على الفواحش وإماتتها؛ حتى لا تُهدِّد أمن المجتمع وسلامة أفراده، أو تكون
سببًا في زوال منظومة القيم والأخلاق؛ قال الله سبحانه: {إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ}. [النور: 19]
خامسا
تحريم الزنا: من أسس التربوية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم أن
حرم و جرم جريمة الزنا و جعلها من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها الإنسان في
الدنيا و الأخرة﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ
عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: " ادْنُهْ، فَدَنَا
مِنْهُ قَرِيبًا ". قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: " أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟
" قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا
النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ
لِابْنَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ
فِدَاءَكَ قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ".
قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي
اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ
". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ
جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ
لِعَمَّاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ " قَالَ:
لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ
لِخَالَاتِهِمْ ". قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ
اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ : فَلَمْ
يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. ([10])
الدعاء
..............................................
[1] - تفسير ابن كثير (7/137).
[2] -«مسند أحمد» (37/ 417 ط الرسالة): «حسن لغيره»
[3] -«مسند أحمد» (2/ 467 ط الرسالة):«حسن لغيره. وأخرجه ابن
أبي شيبة 4/326 و12/64»
[4] - الدارمي (2643) ، ومسلم (2159)
[5] -متفق عليه، البخاري (5889) باب زنى الجوارح
دون الفرج، واللفظ له، مسلم (2657) باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره
[6] -«اعتلال القلوب للخرائطي» (1/ 138):
[7] - أخرجه: البخاري في
صحيحه، كتاب التفسير، بابٌ قَوْلُهُ ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ (4/1782رقم4480) معلقاً، وأبو داود في سننه، كتاب اللباس، باب في
قوله {ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (4/61رقم4102)
[8] -رواه أحمد
(1)، وصححه شعيب الأرنؤووط وقال:إسناده صحيح على شرط الشيخين.
[9] -أدلة الحجاب
(ص:148-150) بتصرف يسير.
[10] - «مسند أحمد» (36/ 545 ط
الرسالة): «وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7679)»
رابط تحميل الخطبة
تعليقات
إرسال تعليق