خطبة الحقوق العشر للطريق في الإسلام .pdf


خطبة الحقوق العشر للطريق في الإسلام

للشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ الخَلاَّقِ العَلِيمِ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ جَعَلَ الأَخْلاَقَ مِنَ الإِيمَانِ، وَجَعَلَ سُوءَهَا مِنَ العِصْيَانِ، فَأَمَرَ بِحُسْنِ الخُلُقِ، وَنَهَى عَنْ سُوئِهِ، وَرَفَعَ قَدْرَ مَنْ تَخَلَّقُوا بِمَحَاسِنِ الأَخْلاَقِ، فَأَنَالَهُمْ أَعْلَى المَنَازِلِ وَالدَّرَجَاتِ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَانَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ دَلَّتْ شَرَائِعُهُ وَأَوَامِرُهُ عَلَى أُلُوهِيَّتِهِ، كَمَا دَلَّتْ أَفْعَالُهُ وَأَقْدَارُهُ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ؛ فَهُوَ الرَّبُّ المَعْبُودُ، وَمَا سِوَاهُ عَبْدٌ مَرْبُوبٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَعَثَهَ اللهُ تَعَالَى لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ، فَبَصَّرَ النَّاسَ بِهَا، وَدَلَّهُمْ عَلَيْهَا، وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا، وَرَغَّبَهُمْ فِيهَا، وَنَهَاهُمْ عَنْ ضِدِّهَا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْرِفُوا مَا عَلَيْكُمْ مِنَ الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ، وَأَدُّوهَا كَمَا أُمِرْتُمْ بِأَدَائِهَا، وَاحْذَرُوا التَّفْرِيطَ فِيهَا، فَإِنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَنْهَا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ

العنصر الأول شمولية الإسلام

أمة الإسلام: أحكام الإسلام شاملة لشتى مناحي الحياة كل شيء يدور ببالك قد تحدثت عن الشريعة و لم لا وقد قال الله تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } [الأنعام: 38]

أي في اللوح المحفوظ فإنه أثبت فيه ما يقع من الحوادث. وقيل: أي في القرآن أي ما تركنا شيئا من أمر الدين إلا وقد دللنا عليه في القرآن، إما دلالة مبينة مشروحة، وإما مجملة يتلقى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من الإجماع، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب، قال الله تعالى:" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" ] النحل: 89] وقال:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"] النحل: 44] وقال:" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ] الحشر: 7] فأجمل في هذه الآية وآية (النحل) ما لم ينص عليه مما لم يذكره، فصدق خبر الله بأنه ما فرط في الكتاب من شي إلا ذكره، إما تفصيلا وإما تأصيلا، وقال:" اليوم أكملت لكم دينكم" ] المائدة: 3].

* فالإسلام وضع نظاماً لحياة الإنسان وهو في بطن أمه حملاً، ثم عندما يكون طفلاً، فبين الذي له من حقوق الحضانة والرضاعة والرعاية، ثم لما يبلغ ويتزوج، ثم عندما يكون أباً أو أماً، ثم لما يكون شيخاً كبيراً، فشريعة الإسلام ترعى الإنسان وتدير شؤونه من قبل ولادته حتى وفاته وبعد وفاته. ‏

* شمول أحكام الإسلام لكل نواحي الحياة:

‎‎ فدين الإسلام ينظم حياة الإنسان كلها في نفسه وعلاقاته مع غيره، في بيته وفي عمله وفي كل أحواله، فكل حياة الإنسان تكفّل الإسلام بوضع منهج متكامل لها، وجعل الالتزام بهذا المنهج عبادة يُثاب عليها إذا خلصت النية لله عز وجل. ‏

‎‎ في دين الإسلام لابد أن يؤخذ الدين كله ولا يجزّأ، ولا يؤخذ بعضه ويترك بعضه الآخر. ‏

‎‎ قال عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [البقرة: 208].

العنصر الثاني الحقوق العشر للطرقات

وهيا إخوة الإسلام لنرى حقوق الطريق وآدابه في الشريعة الغراء......................................................

* الحقُّ الأول: غض البصر:

 أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم و ذلك أن الجالس على الطريق لا ينفك من مرور احد عليه لذا امرته الشريعة أن يغض بصره  و وذلك لان اطلاق البصرة مظنة الأذى و النظر إلى ما حرم الله عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إيَّاكم والجلوسَ بالطُّرقاتِ» قالوا: يا رسولَ اللهِ، مالَنا بُدٌّ مِن مجالِسِنا نتحدَّثُ فيها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فإذا أَبيتُم إلا المجلسَ فأَعطوا الطريقَ حقَّهُ» قَالوا: يا رسولَ اللهِ  وما حقُّ الطريقِ؟ قالَ: «غَضُّ البصرِ، وكفُّ الأَذى، وردُّ المسلمِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ»

 و الله تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31]

قال ابن كثير  -رحمه الله-  : هَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ عَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ، فَلَا يَنْظُرُوا إِلَّا إِلَى مَا أَبَاحَ لَهُمُ النَّظَرَ إِلَيْهِ، وَأَنْ يَغُضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَنِ الْمَحَارِمِ، فَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ وَقَعَ الْبَصَرُ عَلَى مُحرَّم مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَلْيَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهُ سَرِيعًا.

قال الحافظ  -رحمه الله-  : عِلَّةِ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الطُّرُقِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْفِتَنِ بِخُطُورِ النِّسَاءِ الشَّوَابِّ وَخَوْفِ مَا يَلْحَقُ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِنَّ مِنْ ذَلِكَ إِذْ لَمْ يُمْنَعِ النِّسَاءُ مِنَ الْمُرُورِ فِي الشَّوَارِعِ لِحَوَائِجِهِنَّ.

"خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا".  عن أبي حكيم قال : خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد فلما رجع قالت له امرأته : كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم إليها؟ فلما أكثرت عليه قال : و يحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت حتى رجعت إليك.(الورع لابن أبي الدنيا /6.

عن حميد بن هلال قال كان منا رجل يقال له الاسود بن كلثوم و كان إذا مشى لا يجاوز بصره قدمه و كان يمر وفي الجدر يومئذ قِصرٌ و هناك نسوة ولعل إحداهن تكون واضعة يعني ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن : كلا إنه أسود بن كلثوم.(الزهد لأحمد /256).

- الحقُّ الثاني: كفُّ الأذى:

 أحباب الحبيب صلى الله عليه وسلم-قال الحافظ  -رحمه الله-  : وَأَمَّا كَفُّ الْأَذَى فَالْمُرَادُ بِهِ: كَفُّ الْأَذَى عَنِ الْمَارَّةِ بِأَنْ لَا يَجْلِسَ حَيْثُ يَضِيقُ عَلَيْهِمُ الطَّرِيقُ أَوْ عَلَى بَابِ مَنْزِلِ مَنْ يَتَأَذَّى بِجُلُوسِهِ عَلَيْهِ أَوْ حَيْثُ يَكْشِفُ عِيَالَهُ أَوْ مَا يُرِيدُ التَّسَتُّرَ بِهِ مِنْ حَالِهِ. قَالَهُ عِيَاضٌ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ كَفَّ أَذَى النَّاسِ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.

فمن حقوق الطريق، كف الأذى، وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم. فالمسلم الحقٌّ يكفُّ الأذى في الطريق فلا يؤذِي الناسَ بلسانه، لا كلامًا سيّئًا، ولا همزًا ولمزًا وعيبًا، ولا سخريّة واحتقارًا، هو كافٌّ الأذى عن الناسِ، لا يؤذيهم لا بالأقوالِ كما لا يؤذيهم بالأفعال. قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنْ ضَعُفْتَ عَنْ ثَلَاثَةٍ فَعَلَيْكَ بِثَلَاثٍ: إِنْ ضَعُفْتَ عَنِ الْخَيْرِ فَامْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، وَإِنْ كُنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْفَعَ النَّاسَ فَامْسِكْ عَنْهُمْ ضُرَّكَ، وَإِنْ كُنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ فَلَا تَأْكُلْ لُحُومَ النَّاسِ.

  قال النووي: وَيَدْخُلُ فِي كَفِّ الْأَذَى اجْتِنَابُ الْغِيبَةِ وَظَنِّ السُّوءِ وَإِحْقَارِ بَعْضِ الْمَارِّينَ وَتَضْيِيقِ الطَّرِيقِ وَكَذَا إِذَا كَانَ الْقَاعِدُونَ مِمَّنْ يَهَابُهُمُ الْمَارُّونَ أَوْ يَخَافُونَ مِنْهُمْ وَيَمْتَنِعُونَ مِنَ الْمُرُورِ فِي أَشْغَالِهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ لكونهم لا يجدون طريقا إلا ذلك الْمَوْضِعِ.

* وسبحان الله، ما أكثر الأذى الذي يحتاج أن يُنحَّى عن طرقات المسلمين في هذه الأيام، فمن   أنواع الأذى التي نراها في الطرقات الآن:

- همز ولمز المسلمين وبخاصة أهل التدين بدون وجه حق: قال الله تعالى متوعداً من يتعرض للمؤمنين بأيِّ نوع من الأذى{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو  -رضى الله عنهما-  ، عَنِ النَّبِيِّ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)) رواه أحمد

قصة :  قَالَ سُفْيَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَنِلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ: اسْكُتْ. ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ: هَلْ غَزَوْتَ الرُّومَ؟

قُلْتُ: لَا. قَالَ: هَلْ غَزَوْتَ التُّرْكَ؟

 قُلْتُ: لَا. قَالَ: سَلِمَ مِنْكَ الرُّومُ، وَسَلِمَ مِنْكَ التُّرْكُ، وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْكَ أَخُوكَ الْمُسْلِمُ. قَالَ: فَمَا عُدْتُ إِلَى ذَلِكَ بَعْدُ.

- الصخب والضجيج بالغناء وإقامة الأفراح، و كذلك السبّ والشتم والقذف وهذا مما لا يخفى على أحد:  فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم-: ((لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ)) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ

  وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ )) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم

- إلقاء القمامة والقاذورات في الطريق:  عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ". رواه الطبراني

  * الحقُّ الثالث ردُّ السلام:

إخوة الإسلام: ومن حقوق الطريق إفشاء در السلام و هذا من الحقوق التي ربما يفرط فيها كثير المسلمين عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إيَّاكم والجلوسَ بالطُّرقاتِ» قالوا: يا رسولَ اللهِ، مالَنا بُدٌّ مِن مجالِسِنا نتحدَّثُ فيها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فإذا أَبيتُم إلا المجلسَ فأَعطوا الطريقَ حقَّهُ» قَالوا: يا رسولَ [اللهِ]  وما حقُّ الطريقِ؟ قالَ: «غَضُّ البصرِ، وكفُّ الأَذى، وردُّ المسلمِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ»

فعن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)) قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: ((إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ)) رواه مسلم

وللأسف  نرى كثير من الناس لا يلقي السلام إلا على من يعرف أما من لا يعرفه فلا يلق عليه السلام بل ربما لا يرد عليه السلام

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضى الله عنهما-  ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ  -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)) ) رواه البخاري

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ" رواه أحمد

- الحقُّ الرابع وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

و من الواجبات التي امرنا بها رب الأرض و السموات و خير الكائنات- صلى الله عليه وسلم- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تلك الفريضة التي ضيعها كثير من المسلمين و المسلمات

ومن الواجبات -أيضاً-على أهل الطريق: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن الطرق يقع فيها ما يقع من التقصير، ومن ظهور بعض المنكرات، فالواجب على المؤمن إذا رأى شيئاً في الطريق ألا يسكت، بل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

قال تعالى{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [آل عمران: 110] وقال تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 71]

وعن أبي سَعِيدٍ الخدري  -رضى الله عنه-قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)).

و التهاون في قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من الطامات التي تسبب غضب رب الأرض و السموات قال تعالى{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]

  فأصبحت المنكرات والمحرمات يراه المسلم هنا وهناك ولا ينطق بكلمة واحدة ،و هذا خطره عظيم على الفرد و المجتمع  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا عَمِلَ الْعَامِلُ مِنْهُمْ بِالْخَطِيئَةِ نَهَاهُ النَّاهِي تَعْذِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَالَسَهُ، وَآكَلَهُ، وَشَارَبَهُ، كَأَنْ لَمْ يَرَهُ عَلَى الْخَطِيئَةِ بِالْأَمْسِ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَعْنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، وَيَلْعَنَكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ»

 -  الحقُّ الخامس: إحسان الكلام:

إخوة الإسلام: و من حقوق الطريق العبارة الجميلة الرقيقة الرقراقة التي تبعث الأمل في نفوس الناس  و الله تعالى يقول {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة: 83]

فعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم-، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: ((مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ، فَقُلْنَا إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَاسٍ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ)) قَالَ: ((إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ)) رواه مسلم

وَأَمَّا إِحْسَانُ الْكَلَامِ فَقَالَ عِيَاضٌ: فِيهِ نَدْبٌ إِلَى حُسْنِ مُعَامَلَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَإِنَّ الْجَالِسَ عَلَى الطَّرِيقِ يَمُرُّ بِهِ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِمْ وَوَجْهِ طُرُقِهِمْ فَيَجِبُ أَنْ يَتَلَقَّاهُمْ بِالْجَمِيلِ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا يَتَلَقَّاهُمْ بِالضَّجَرِ وَخُشُونَةِ اللَّفْظِ وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ كَفِّ الْأَذَى.

وقد أخبر النبي  -صلى الله عليه وسلم-أن إحسان الكلام من موجبات الجنة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا)) فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ)) رواه الحاكم

  - الحقُّ السادس: هداية مَنْ سأل عن الطريق:

معاشر الموحدين: ومن حقوق الطريق-أيضاً-إرشاد السائل عن الطريق، وهدايته إليه، سواءٌ كان ضالاً أو غريباً أو أعمى. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: ((حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)) وذكر منها(( وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ) رواه مسلم

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم-: (( وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ )) رواه الترمذي

وعن البَرَاء بْن عَازِبٍ  -رضى الله عنه-قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ لَبَنٍ أَوْ وَرِقٍ أَوْ هَدَى زُقَاقًا كَانَ لَهُ مِثْلَ عِتْقِ رَقَبَةٍ)) رواه الترمذي  ((أَوْ هَدَى زُقَاقًا)): يَعْنِي بِهِ هِدَايَةَ الطَّرِيقِ وَهُوَ إِرْشَادُ السَّبِيلِ.

- الحقُّ السابع: إزالة الأذى من الطريق:

من الآداب المستحبة في الطريق؛ إزالة الأذى عن الطريق، بل هي شعبة من شعب من الإيمان كما اخبر النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم - فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم-: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ)) رواه مسلم

و إماطة الأذى عن الطريق من محاسن الأعمال التي اخبرنا بها سيد الرجال – صلى الله عليه وسل

فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ  -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ، لَا تُدْفَنُ) رواه مسلم

و تأملوا عباد الله في قصة ذلك الرجل الذي ادخله الله تعالى الجنة فهو يتقلب في نعيمها 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ)) رواه البخاري

الخطبة الثانية

أما بعد:

- الحقُّ الثامن: إعانة الرجل في حمله على دابته، أو رفع متاعه عليها، وإغاثة الملهوف:

والمسلم عباد الله يحب الخير ويعين على فعله وتجده دائما مقداما على الخيرات مسارعا إلى المكرمات

  وعن أبي موسى الأشعري ض-رضى الله عنه-عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: ((عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ)) قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ ((يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ)) قَالَ قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: ((يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ)) قَالَ قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: ((يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ)) قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: ((يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ)) رواه البخاري

  - الحقُّ التاسع: التواضع في المشي وعدم التكبر على الناس:

وذلك بأن يمشي الإنسان على الأرض هونا، أي مشيا لينا رفيقا، وذلك لقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] وقال سبحانه: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37]

عن ابن عمر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – قالَ :"بينما رجلٌ يَجُرُّ إزارَهُ مِن الخُيَلاءِ خُسِفَ بهِ، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأرضِ إلى يومَ القيامَةِ". رواه البخاري

الحق العاشر: عدم التعدي على الطرق بالبناء: ومن حقوق الطريق عدم التعدي على الطرقات بالبناء و تطيقها على المسلمين وهذا الأمر ليس بالسهل و لا باليسير و إنما عقابه عند الله تعالى عظيم و عسير، فعن عائشة -رضي الله عنها-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم قيد شبر من أرض: أي قدره ، طوقه من سبع أرضين ([1])  .

قيل أراد طوق التكليف لا طوق التقليد، وهو أن يطوق حملها يوم القيامة .

والأصح كما قاله البغوي أنه يخسف به الأرض فتصير البقعة في عنقه كالطوق.

و عن سالم عن أبيه -رضى الله عنه -قال: قال :النبي- صلى الله عليه وسلم-:من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين ([2])  .

عن يعلى بن مرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله عز وجل أن يحفر له حتى يبلغ به سبع أرضين ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضى بين الناس ([3])  .

عن أبي ثابت قال سمعت يعلى بن مرة الثقفي يقول سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم - يقول من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر ([4]).

عن أبي بكر المروزي: أن شيخًا كان يجالس الإمام أحمد بن حنبل -رحمه اللّه- ذا هيبة، فكان أحمد يقبل عليه ويكرمه فبلغه عنه أنه طيَّن حائط داره من خارج، قال: فأعرض عنه في المجلس فاستنكر الشيخ ذلك فقال: يا أبا عبد اللّه هل بلغك عني حدث أحدثته؟ قال: نعم، طينت حائطك من خارج، قال: ولا يجوز؟ قال: لا؛ لأنك قد أخذت من طريق المسلمين أنملة قال: فكيف أصنع؟ قال: إما أن تكشط ما طينته، وإما أن تهدم الحائط وتواخره إلى وراء مقدار أصبع ثم تطينه من خارج قال: فهدم الرجل الحائط وأخّره أصبعًا ثم طينه من خارج، قال: فأقبل عليه أبو عبد اللّه كما كان" (قوت القلوب 1/ 287).

الدعاء ..............................................

 

 



[1] - أخرجه أحمد (6/64 ، رقم 24398) ، والبخاري (3/1167 ، رقم 3023) ، ومسلم (3/1231 ، رقم 1612) .

[2] - أخرجه أحمد 2/99(5740) و"البخاري" 3/171(2454)

[3] -أخرجه أحمد (4/173 ، رقم 17607). الألباني( صحيح ) انظر حديث رقم : 2722 في صحيح الجامع

[4] -أخرجه أحمد 4/172 (17701) و"عبد بن حميد" 406، "السلسلة الصحيحة" 1 / 432 


رابط تحميل الخطبة 
خطبة الحقوق العشر للطريق في الإسلام .pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf