آثار الزكاة على الفرد والمجتمع.pdf

 




آثار الزكاة على الفرد والمجتمع

الشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحمد لله لم يزل عليّا، ولم يزل في علاه سميّا، قطرة من بحر جوده تملأ الأرض ريّا، نظرة من عين رضاه تجعل الكافر وليّا، الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدًا حبشيًا والنار لمن

عصاه ولو شريفًا قرشيًا، أنزل على نبيه ومصطفاه قولاً بهيًا {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنكَانَ تَقِيّاً[[مريم: 63]

وكم لله من لطف خفي  **** وكم أملٌ تساق به صباحا

وكم يسر أتي من بعد عسر *** إذا ضاقت بك الأحوال يوما 

ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) [آل عمران/102}

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) [النساء/1][      

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)  [الأحزاب/69-71][

أما بعد

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد –صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.

اللهم لا تعذب جمعًا التقى فيك ولك ولا تعذب ألسنًا تخبر عنك ولا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لذة النظر إلى وجهك الكريم

حديثنا اليوم عن آثار الزكاة على الفرد و المجتمع وفما هي آثار الزكاة على المزكى ؟ و ما هي آثار الزكاة على الفقراء و المساكين؟ وما هي آثار الزكاة في القضاء على ظاهر التسول والبطالة؟

أعيروني القلوب والأسماع أيها الأحباب

أولا: آثار الزكاة على المزكي

* أنها تلحق المزكي بمواكب المؤمنين:

أيها الإخوة الأعزة إن من اهم آثار الزكاة على نفس المزكي أنها تحلقه بتلك المواكب المباركة الذين استقر الإيمان في قلوبهم  و ظهرت أثاره على أفعالهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [التوبة: 11] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «النَّاسُ غَادِيَانِ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا، وَمُفَادِيهَا فَمُعْتِقُهَا، ‌الصَّدَقَةُ ‌بُرْهَانٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالسَّكِينَةُ مَغْنَمٌ وَتَرْكُهَا مَغْرَمٌ»([1])

عن أبى أمامة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، ‌فقد ‌استكمل ‌الإيمان» (»([2])

*أن الزكاة تعالج نفس المزكي وتطهره  من الشح و البخل :

قال الله تعالى مبينا لنا أثر الزكاة على المزكي {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخَلُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ». فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ شُعْبَةُ فِى حَدِيثِهِ :« مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ »([3])

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ ‌شُحَّ ‌نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) [الحشر: 9]

*أن الزكاة تورث المزكي رقة القلب ورهف المشاعر والأحاسيس تجاه الفقراء والمساكين :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: " امْسَحْ ‌رَأْسَ ‌الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ " ([4])

الاتصاف بالرجولة الحقيقة :

قال تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور:37]، رأى بعضُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سلفَنا الصالح والمنادي يقول: حي على الصلاة! حي على الفلاح! وكان الباعة في الأسواق قد رفع أحدهم الميزان بيده يزن البضاعة، فلما سمع: الله أكبر، رمى بالميزان على الأرض، وأغلق دكانه وهرع إلى المسجد، فقال: (في هؤلاء نزل قوله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:37])، هؤلاء هم الرجال الذين يستحقون كلمة رجال، فلهم تجارة، ولهم بيع وشراء، ولهم متاجر، ولهم معارض، وعندهم أموال، ويستطيعون أن يشغلوها أربعاً وعشرين ساعة، لكن وقت العبادة لا يمكن أن يستعمل للبحث عن المال في الحياة الدنيا، وهكذا يكون الرجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع.

له وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل

ثانيا: آثار الزكاة على الفقراء والمساكين

* الزكاة تعالج نفسية الفقراء والمساكين وتطهرهم من الحقد والحسد

 اعلموا بارك الله فيكم :أن أداء الزكاة يورث في المجتمع الألفة و المودة و المحبة بين أفراد المجتمع بين الأغنياء و الفقراء فلا ترى حقدا أو حسد من الفقراء على الأغنياء بل تراهم يحبون الهم الخير و يتمنون لهم السعة في الأرزاق عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ×:( ‌دَبَّ ‌إِلَيْكُمْ ‌دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ: الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ) ([5])

*الزكاة تحفظ كرامة الفقراء والمساكين وتغنيهم عن ذل المسالة

فعندما يعلم الغني أن الزكاة ليس هبة وتفضلا منه على الفقراء بل هي حقهم الذي أوجبه الله تعالى على الأغنياء في أموالهم فإنهم لا يمنون بها عليهم

إذا علم الفقراء و المسكين أن الزكاة هو حقهم في أموال الاغتناء فإنهم يأخذون تلك الزكاة و لا تنجرح عواطفهم و شعورهم من أخذها بل يأخذونها بعزة  

ثالثا :أثر الزكاة في حل مشكلات المجتمع

أثر الزكاة في القضاء على ظاهر التسول والبطالة:

أيها الإخوة الأحباب: إن من اعظم آثار الزكاة أنها تقضي على تلك الظاهر المنتشرة ألا و هي ظاهرة التسول  فعندما تجمع الزكاة من الأغنياء و توضع في بيت مال المسلمين يتولى العاملون عليها البحث عن الفقراء و المساكين و الغارمين و غيرهم ليسدوا حاجتهم و يغنوهم عن المسألة و ذلها و عندها تختفي ظاهرة التسول من المجتمعات الإسلامية

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ × قَالَ: «‌لَيْسَ ‌الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ»، قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ»

مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ × قَالَ: «‌لَيْسَ ‌المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الأُكْلَةَ وَالأُكْلَتَانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى، وَيَسْتَحْيِي أَوْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا»([6])

أثر الزكاة في حل مشكلات الكوارث

 و من أهداف الزكاة أنها تعالج الكوارث التي ربما تحل على أرباب الأموال و غيرهم فجاءت الزكاة لتخفف عنهم شدة تلك الكوارث و تكشف عنهم أثارها  عن أَبُو بَكْرٍ هُوَ كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَبِيصَةَ جَالِسًا فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يَسْأَلُونَهُ فِي نِكَاحِ صَاحِبِهِمْ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ، وَأَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِكَ، فَلِمَ لَمْ تُعْطِهِمْ شَيْئًا؟ قَالَ: إِنَّهُمْ سَأَلُونِي فِي غَيْرِ حَقٍّ لَوْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ عَمَدَ إِلَى ذَكَرِهِ فَعَضَّهُ حَتَّى يَيْبَسَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ الَّتِي سَأَلُونِي: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ × يَقُولُ: ‌لَا ‌تَحِلُّ ‌الْمَسْأَلَةُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَصَابَتْ مَالَهُ حَالِقَةٌ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ سَوَادًا مِنْ مَعِيشَةٍ، ثُمَّ يُمْسِكُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ. وَرَجُلٌ حَمَلَ بَيْنَ قَوْمِهِ حَمَالَةً، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُؤَدِّيَ حَمَالَتَهُ، ثُمَّ يُمْسِكُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ. وَرَجُلٌ يُقْسِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ بِاللَّهِ لَقَدْ حَلَّتْ لِفُلَانٍ الْمَسْأَلَةُ، فَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ سُحْتٌ لَا يَأْكُلُ إِلَّا سُحْتًا "»([7])

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ×، فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا، فَكَثُرَ دَيْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ» ‌فَتَصَدَّقَ ‌النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ × «خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ، يَعْنِي الْغُرَمَاءَ»([8])

وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

أما بعد: أيه الإخوة الكرام 

الزكاة ومعالجة مشكلة الزواج والعنوسة:

 واعلموا أن من المشكلات التي يعاني منها كثير من الشباب أنهم لا يملكون تكاليف الزواج وذلك لفقرهم لذا شرع الله تعالى إعانة هؤلاء الشباب و الفتيات على الزواج فقال تعالى ﴿‌وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) [النور: 32]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ ×  قَالَ: ‌‌«‌ثَلَاثَةٌ ‌حَقٌّ ‌عَلَى ‌اللَّهِ عَوْنُهُمُ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ , وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ»([9])

قال أَبُو الجُوَيْرِيَةِ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ × أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ، فَأَنْكَحَنِي وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي يَزِيدُ أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي المَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ×، فَقَالَ: «لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ ‌مَا ‌أَخَذْتَ ‌يَا ‌مَعْنُ»([10])

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ×، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ ×: «هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ فَإِنَّ فِي عُيُونِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا» قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا، قَالَ: «عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟» قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ×: «عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا ‌تَنْحِتُونَ ‌الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ، مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ»، قَالَ: فَبَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي عَبْسٍ بَعَثَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِيهِمْ

الزكاة وأثرها في نشر الأمن والأمان  

والزكاة لها أثر كبير في دفع المعتدين و الدفاع عن الإسلام و نشر الدعوة و رفع راية التوحيد لذا جعل سهما منها للمجاهدين في سبيله

قال جل وعلا (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة 60 )

الآيات الكريمة التي تحث على الجهاد بالمال في الدعوة للإسلام الحق والدفاع عنه ضد من يقوم بتشويهه  آيات كثيرة نذكر منها قال الله تعالى : ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ )( الحديد 7)،وقد جعله رب العزة ( تجارة ) مع الله جل وعلا يكون الكاسب فيها هو المؤمن المنفق فى سبيل الله سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الصّف 10 : 13 )]

الدعاء ......................................



[1] -«المعجم الكبير للطبراني» (9/ 185):

[2] -«الإيمان لابن أبي شيبة» (ص47):

[3] - وأحمد (2/195 ، رقم 6837) ، وابن حبان

[4] -«مسند أحمد» (14/ 558 ط الرسالة): (حسن) انظر حديث رقم: ١٤١٠ في صحيح الجامع

[5] - «مسند أحمد» (3/ 43 ط الرسالة):«أخرجه البيهقي في"السنن" ١٠/٢٣٢، و"الشعب" (٦٦١٣)» انظر صَحِيح الْجَامِع: ٣٣٦١/ ١، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٢٦٩٥

[6] -«صحيح البخاري» (2/ 124):

[7] -«صحيح ابن خزيمة» (4/ 65):

[8] -«مسند أحمد» (17/ 418 ط الرسالة):«وأخرجه ابن أبي شيبة ٧/٣١٨-٣١٩، وعبد بن حميد (٩٩٢) ، ومسلم (١٥٥٦) ،»

[9] -«صحيح ابن حبان» (9/ 339):«وأخرجه أحمد ٢/٢٥١و ٤٣٧ والحاكم ٢/١٦٠و ٢١٧ من»

[10] -«صحيح البخاري» (2/ 111):

آثار الزكاة على الفرد والمجتمع.pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf