في ظلال الشهادة الصارم البتار بشجاعة النبي المختار.pdf
في ظلال الشهادة الصارم البتار بشجاعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم
الشيخ السيد مراد سلامة
الخطبة الأولى
الشجاعة خُلُق كريم ووصْف نبيل، يَحمل
النفس على التحلِّي بالفضائل، ويَحرسها من الاتِّصاف بالرذائل، وهي ينبوع الأخلاق
الكريمة والخِصال الحميدة، وهي من أعزِّ أخلاق الإسلام، وأَفخر أخلاق العرب، وهي
الإقدام على المكاره، وثَبات الجأش على المخاوف، والاستهانة بالموت، إنَّها سرُّ
بقاء البشر واستمرار الحياة السليمة والعيشة الرضية على الأرض، لأنَّها تَجعل
الإنسان يُدافِع عن حياته، فالشجاعة غريزة يَضعها الله فيمَن شاء من عباده؛ يقول
عمر بن الخطاب: "إنَّ الشجاعة والجُبن غرائزٌ في الرجال" ([1])
لقد ربَّى القرآنُ الكريم المؤمنين على
الشجاعة، فكانت آياته المنبع الذي شربت منه الأُمَّة معنى وقيمة الشجاعة، فقال
الله سبحانه وتعالى مخاطبًا الأُمَّة ورسولها صلى الله عليه وسلم: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:
74].
شجاعة النبي صلى الله
عليه وسلم يوم بدر:
وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -أنه
قال: "رأيتني يوم بدر ونحن نَلوذ بالنبي وهو أقربنا إلى العدو، وكان - صلى
الله عليه وسلم - من أشد الناس يومئذٍ بأسًا"
«وقيل كان الشجاع هو الذي يقرب منه صلى
الله عليه وسلم إذا دنا العدو لقربه منه» ([2]) .
فلننظر إلى شجاعة النبي الكريم - صلى
الله عليه وسلم - وهو الذي يَملِك أن يَأمر، فيُطاع بلا تردُّد، إلا أنه يأبى إلا
أن يكون أوَّل المسارعين لمواجهة الشدائد والصِّعاب، بل لمواجهة الأعداء، فصلَّى
الله على مَن علَّم الدنيا كيف تكون شجاعة الرجال.
شجاعته في غزوة أحد:
وفي أحلك لحظات المسلمين شدَّة
وانهزامهم أمام عدوِّهم في غزوة أحد نراه صلى الله عليه سلم متماسكًا شجاعًا،
مقاتلًا لزعماء الشرك، فقد أدركه أُبَيُّ بن خلف وهو يقول: أي محمد، لا نجوتُ إن
نجوتَ. فقال القوم: يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منَّا؟ فقال رسول الله:
"دَعُوهُ". فلمَّا دنا، تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من
الحارث بن الصمة، فلمَّا أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه انتفض بها
انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشَعْراءَ ([3])
عن ظهر البعير إذا انتفض بها، ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ ([4]) منها عن فرسه مرارًا، فمات وهُمْ راجعون به إلى
مكة. ([5])
ولذلك يقول المقداد بن عمرو رضي الله
عنه عن ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم وشجاعته في غزوة أُحُد، قوله: "لا
والذي بعثه بالحقِّ إن زال رسول الله صلى الله عليه وسلم شبرًا واحدًا، إنه لفي
وجه العدوِّ، وتثوب إليه طائفة من أصحابه مرَّة، وتُصرف عنه مرَّة، فربما رأيته قائمًا
يرمي على قوسيه، ويرمي بالحجر، حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما هو في عصابة صبروا معه" ([6]) .
شجاعة النبي صلى الله
عليه وسلم يوم حنين:
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: قَالَ
رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ:يَا أَبَا عُمَارَةَ! أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ:
لَا. وَاللَّهِ! مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا لَيْسَ
عَلَيْهِمْ سِلَاحٌ، أَوْ كَثِيرُ سِلَاحٍ فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ
يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ. جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ. فَرَشَقُوهُمْ رشقا ما
يكادون يخطئون. فقبلوا هُنَاكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ
الْبَيْضَاءِ. وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
يَقُودُ بِهِ. فَنَزَلَ فَاسْتَنْصَرَ. وَقَالَ:
(أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ * أَنَا
ابْنُ عبد المطلب).
ثم صفهم([7])
كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ
الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، -
وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: بَيْضَاءَ - أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ
الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى
الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا
آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَكُفُّهَا، وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو
سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا
عَبَّاسُ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا
صَيِّتًا فَقُلْتُ: بِأَعْلَى صَوْتِي أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ:
فَوَاللهِ، لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ
عَلَى أَوْلادِهَا. فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ،
وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ
الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصَّرَتِ الدَّاعُونَ
عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ
الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا حِينَ حَمِيَ
الْوَطِيسُ "، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ: "
انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "، قَالَ:
فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَالَ:
فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ
مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمِ اللهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ" ([8])
شجاعة النبي المختار
والحقيقة أن الشجاعة هي القائدة إلى
الأمام، والمُوبَوِّءة منصبَ الهمام، والقاضية على الذلِّ والهوان، وهي سرُّ بقاء
البشر واستمرار الحياة وعمران الأرض، وهي من صفات الكمال والجمال، وبها اتَّصف
الأنبياء والمرسلون، وامتاز بها سيِّدهم وإمامهم محمد - صلى الله عليه وسلّم -
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ،
وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ،
فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ
تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا
عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا، أَوْ
إِنَّهُ لَبَحْرٌ.»([9])
وشجاعته - صلى الله عليه وسلم -
تتجلَّى في هذا الحديث في أنه من شِدة عجَلته في الخروج إلى العدو قبل الناس
جميعًا، خرَج على هذا الفرس الذي انقلَب بفضل الله - عز وجل - إلى أسرع ما يكون
بعد أن كان معروفًا بالبُطء، وخرج - صلى الله عليه وسلم - ما عليه سَرج، ولم يَخش
من الخروج وحْده لكشْف الحال؛ لكي يُطَمئِن أصحابه - صلى الله عليه وسلم.
دعوة النبي امته للاتصاف
بالشجاعة
وقد حثَّ النبي - صلَّى الله عليه
وسلَّم - أمَّته على الشجاعة، وجعَلها مَجلبة لحب الله ورضاه؛ يقول - صلى الله
عليه وسلم -: ((ثلاثة يُحبُّهم الله - عز وجلَّ - وذَكَر منهم: ورجل كان في
سريَّة، فَلقوا العدوَّ، فهُزِموا، فأقبَل بصدره؛ حتى يُقتلَ، أو يَفتحَ الله له))([10])
الشجاعة لها فوائد تعود
على الفرد والمجتمع فمنها:
1 - الشجاعة سبب لانشراح
الصدر:
قال ابن القيم: (فإن الشجاع منشرح
الصدر واسع البطان متسع القلب والجبان أضيق الناس صدرا وأحصرهم قلبا لا فرحة له
ولا سرور ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي وأما سرور الروح
ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان كما هو محرم على كل بخيل وعلى كل معرض
عن الله سبحانه غافل عن ذكره جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه متعلق القلب
بغيره) ([11])
.
2 - الشجاعة أصل
الفضائل:
فمن يتصف بالشجاعة يتحلى أيضاً بكبر
النفس، والنجدة، وعظم الهمة، والثبات، والصبر، والحلم، وعدم الطيش، والشهامة،
واحتمال الكد.
3 - الشجاعة تحمل صاحبها
على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم:
قال ابن القيم: (والشجاعة تحمله على
عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس
وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه
وشجاعتها يمسك عنائها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش كما قال: ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد: الذي يملك نفسه عند الغضب وهو حقيقة الشجاعة وهي ملكة يقتدر بها
العبد على قهر خصمه) ([12])
.
4 - الرجل الشجاع يحسن
الظن بالله:
قال ابن القيم: (والجبن خلق مذموم عند
جميع الخلق وأهل الجبن هم أهل سوء الظن بالله وأهل الشجاعة والجود هم أهل حسن الظن
بالله كما قال بعض الحكماء في وصيته عليكم بأهل السخاء والشجاعة فإنهم أهل حسن
الظن بالله والشجاعة جنة للرجل من المكاره والجبن إعانة منه لعدوه على نفسه فهو
جند وسلاح يعطيه عدوه ليحاربه به وقد قالت العرب الشجاعة وقاية والجبن مقتلة وقد
أكذب الله سبحانه أطماع الجبناء في ظنهم أن جبنهم ينجيهم من القتل والموت فقال
الله تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ
فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ [الأحزاب: 16]
ولقد أحسن القائل وهو قطري بن الفجاءة
الساري:
أقول لها وقد طارت شعاعا
من الأبطال ويحك لن تراعي
فإنك لو سألت بقاء يوم على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا فما
نيل الخلود بمستطاع
وما ثوب الحياة بثوب عز
فيطوي عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حي وداعيه لأهل الأرض داعي
ومن لم يعتبط يسام ويهرم وتسلمه المنون إلى انقطاع
وما للمرء خير في حياة
إذا ما عد من سقط المتاع) ([13]).
5 - لا تتم مصلحة
الإمارة والسياسة إلا بالشجاعة:
قال ابن تيمية: (لا يتم رعاية الخلق
وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء والنجدة التي هي الشجاعة بل لا يصلح الدين
والدنيا إلا بذلك ولهذا كان من لا يقوم بهما سلبه الأمر ونقله إلى غيره كما قال
الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ
عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة: 38 - 39] وقال تعالى: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ
نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا
يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:
38]، وقد قال الله تعالى{ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ
أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ
الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
}[الحديد:10] فعلق الأمر بالإنفاق الذي هو السخاء والقتال الذي هو الشجاعة
وكذلك قال الله تعالى في غير موضع: وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة: 41]) ([14]).
وقال في موضع آخر: (كما أن عليهم- أي
ولاة الأمور - من الشجاعة والسماحة ما ليس على غيرهم لأن مصلحة الإمارة لا تتم إلا
بذلك) ([15]).
[1] - سنن الدار قطني، رقم (3807).
[2] -«الشفا بتعريف حقوق المصطفى (1/ 116):
[3] - الشَّعْراء: نوع من الذباب يكون على ظهر الإبل
والخيل. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة شعر 4/410.
[4] - تدأدأ: تدحرج وسقط. انظر: ابن منظور: لسان
العرب، مادة دأدأ 1/69.
[5] - «السيرة النبوية - ت عبد الواحد - من البداية
والنهاية» (3/ 63):
[6] - ابن هشام: السيرة النبوية 2/83.
[7] - رواه البخاريّ في الجهاد والسير (2930) ومسلم
في الجهاد والسير (78: 1776)ؤ
[8] - «مسند أحمد» (3/ 297 ط الرسالة) «أخرجه مسلم
(1775) (77) ، وابن حبان (7049)»
[9] - أخرجه البخاري (2820) (2908) (3040) (6033) ،
ومسلم (2307)
[10] - النسائي، رقم (2570)؛ مسند أحمد، رقم (21355).
[11] -((زاد المعاد)) لابن القيم (2/ 22).
[12] -((الفروسية)) لابن القيم (ص 491).
[13] -(الفروسية)) لابن القيم (ص 491).
[14] - ((السياسة الشرعية)) لابن تيمية (ص 74).
[15] -((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (28/ 180).
تعليقات
إرسال تعليق