نبع الإيمان بخطب محبة وحقوق الاوطان .pdf
اعلم علمني الله تعالى وأباك أن محبة الأوطان واجبة على أهل الإيمان و الذي و متطلب من متطلبات الولاء و الانتماء يتأمل القران الكريم يجد أن الله تعالى سوى بين القتل و بين الخروج من الأوطان فدل ذلك على أن الوطن و محبته مركوزة في نفسية الإنسان قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ﴾ [النساء:66] ؛ فقرن جل شأنه الجلاء عن الوطن بالقتل ، وهو بمفهومِه -عباد الله- يفيد أنَّ الإبقاءَ فيه عديلُ الحياةِ ، وقال الله سبحانه وتعالى : ﴿ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا﴾ [البقرة:246] ؛ فجعل القتال ثأراً للجلاء .
بلادي أحبك فوق الظنون وأشدو بحبك في كل نادي
عشقت لأجلك كل جميل وهمت لأجلك في كل وادي
و من هام فيك أحب الجمال وإن لامه الغشم قال: بلادي
لأجل بلادي عصرت النجوم وأترعت كاسي وصغت الشوادي
وأرسلت شعري يسوق الخطى بساح الفدا يوم نادى المنادي
والذي يتأمل
أحوال الأنبياء والصالحين يجدهم يكثرون من سؤال الله تعالى أن يبارك لهم في
أوطانهم
* دعا إبراهيم
الخليل-صلى الله عليه وسلم-لمكة {
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] فدعوة إبراهيم تركزت علي الآن والرزق وهو ما يعني الآن
الاقتصاد في التوقيت المعاصر
* دعاء النبي
– صلى الله عليه وسلم – للمدينة وقد دعا النبي صلي الله عليه وسلم للمدينة الَتْ
عَائِشَةُ: عن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا
الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي
صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ). ([1])
وحب الوطن
والالتصاق به والإحساس بالانتماء إليه، شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية ويستوي
فيه الإنسان والحيوان، فكما أن الإنسان يحب وطنه ويألف العيش فيه ويحن إليه متى
بعد عنه، فإن الحيوانات هي أيضا تألف أماكن عيشها ومقارها ومهما هاجرت عن أوطانها
خلال بعض فصول العام، هي ما تلبث أن تعود مشتاقة إليها
قال عمر رضي
الله عنه: " عَمَّر الله البُلدان بحبِّ الأوطان ".
وكان يقال:
لولا حبُّ الناس الأوطان لخسرت البُلدان.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .*** ما الحب
إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى *** وحنينه
أبدا لأول منزل
ولقد ألقيت في
الأعوام الماضية خطبا عديدة عن حب الوطن وعن حقوقه وعن أسباب نهضته وعن محاربة
الفساد والمفسدين وعن الشهادة في سبيل الله والشهادة من أجل حماية
الأوطان........................ وها أنا بفضل الله تعالى جمعتها في ذلك السفر
البارك الذي سميته (نبع الإيمان بخطب محبة وحقوق الأوطان)
وسيجد القارئ الكريم وهو يتنقل في ذلك الكتاب
أنه في روضة غناء يجني منها ثمار الحب و الوفاء والتضحية الفداء والعمل على رقي
المجتمع ونبذ الفرقة الاختلاف .......
والله اسأل
انى يجعل ذلك العمل هاديا إلى الصراط المستقيم و داعيا إلى حماية ومحبة الأوطان
وصل الله على نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عدد ما ذكر الذاكرون و عدد
ما غفل عن ذكرك الغافلون .................
كان الفراغ منه يوم الأحد الموافق 26/3/1444هـ
الموافق 23/10/2022 م
كتبه الراجي عفو ربه و مغفرته
الشيخ السيد مراد سلامة
إمام وخطيب و مدرس بوزارة الأوقاف المصرية
قرية فرنوى/ مركز شبراخيت/ محافظة البحيرة/ جمهورية مصر
العربية
abo_hamam2012@yahoo.com
تعليقات
إرسال تعليق