المنح الربانية لمن صلى على خير البرية صلى الله عليه وسلم.pdf



المنح الربانية لمن صلى على خير البرية صلى الله عليه وسلم

للشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي عز جلاله فلا تدركه الإفهام، وسما كماله فلا يحيط به الأوهام، وشهدت أفعاله أنه الحكيم العلام، الموصوف بالعلم والقدرة والكلام، سبحانه هو الله الواحد السلام، المؤمنون حبب إليهم الإيمان وشرح صدورهم للإسلام، ويقبل التوبة ويكشف الحوبة ويغفر الإجرام، تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام

واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير شهادة من قال ربى الله ثم استقام

الله ربـى لا أريــد ســواه هل في الوجود حقيقة إلا هو

يـا من وجب الكمال بذاته فالكل غاية فوزهم لقياه

عجز الأنام عـن امتداحك انـه تتصاغر الأفكار دون مـداه

من كان يعرف انـك الحق الذي بهر العقول فحسـبه وكفـاه

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه

لم يزل صلى عليه الله وسلم يقاتل في الله بعزم واهتمام، حتى انقشع عن سماء الحق تراكم الغمام، وظل في أفق الإيمان بدر التمام

إذا أردت أن تفـوز وتـرتـقي   درج العلى أو تنال منه رضاه

ادم الصلاة على محمد الـذي     لولاه مـا فـتح المكـبر فـاه

وله الوسيلة واللـواء وكوثـر         يروى الورى وكذا يكون الجاه

وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين

أولا: معنى الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم

قال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه، فمعنى قولنا اللهم صل على محمد عظم محمدا، والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود، وعلى هاذا فالمراد بقوله تعالى (صلوا عليه) ادعوا ربكم بالصلاة عليه انتهى.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال الحليمي: المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله بامتثال أمره وقضاء حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا.

وتبعه ابن عبد السلام فقال: ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة له صلى الله عليه وسلم، فإن مثلنا لا يشفع لمثله صلى الله عليه وسلم، ولكن الله أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن العربي: فائدة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ترجع إلى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوع العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم. أنتهى (2).

ثانيا فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم *

(1)  من فضائلها تكفير الخطايا من فضائلها كفارة الذنوب وتزكية الأعمال ورفع الدرجات:

عن أبي بردة بن نِيار رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، ورَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ»([1])  بز.

عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ رضيَ الله عنهُ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ، قَالَ: «أَجَلْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلاةً كَتَبَ الله لَهُ بها عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا» ([2])

 (2) من فضائلها كفاية الهموم ومغفرة الذنوب:

عَنْ اُّبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله اذْكُرُوا الله جَاءَتْ الرَاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ».

 قَالَ أُبَيٌّ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟

فقَالَ «مَا شِئْتَ».

قال: قُلْتُ الرُّبُعَ؟

 قَالَ «مَا شِئْتَ. فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ فَالنِّصْفَ؟

قَالَ «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ». قال: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟

قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»،

 قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» ([3]).

قصة (الإمــام الشافعـي)

قال عبد الله بن الحكيم رأيت الشافعي رضي الله عنه في المنام قلت له ما فعل الله بك؟ فقال رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها

فقلت له: ما الذي بلغك هذه المنزلة؟؟ فقال لي: بما في آخر كتاب

الرسالة (آخر ما كتبه الشافعي قبل موته) من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت له: وكيف ذلك؟

فقال لي(وصلى الله على سيدنا محمد ما ذكره الذاكرون ،وغفل عن ذكره الغافلون))

 (3) من فضائلها أنها سبب لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم:

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضيَ الله عنهُما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ». ([4])مسلم

الحديث الثاني : عن أبي الدرداء رضيَ الله عنهُ، قال: قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلّى عَليَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْرًا، وحِينَ يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ» ([5])

 (4) من فضائلها أنها سبب لعرض اسم المصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن عمَّار بن ياسر رضيَ الله عنهُ، قَالَ: قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الخَلاَئِقِ، فَلا يُصَلِّي عَليَّ أَحَدٌ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، إِلاَّ أبلغني باسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ هاذا فُلانُ بنُ فُلانٍ قَدْ صَلَّى عَلَيْكَ» ([6])

عن الحسن بن علي، رضيَ الله عنهُما، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ فإنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغَنِي»([7])

عن أبي هريرة رضيَ الله عنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَليَّ إِلاَّ رَدَّ الله عَليَّ رُوحِي حَتّى أَرُدَّ عَلَيْهِ» ([8])

عن عبد الله بن مسعودٍ رضيَ الله عنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عَزَّ وَجَلَّ ملائكةً سَيَّاحِين في الأرض يُبَلِّغونِي من أُمَّتي السلام» ([9])

 (5) من فضائلها أنها دليل إلى الجنة:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِيءَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ» ([10])

قصة النساج والصلاة على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-

ذكر عن بعض الصالحين انه قال: كان لي جار نساخ فمات فرأيته في المنام في

حاله حسنه قفلت لله ما فعل الله بك؟

فقال: غفر لي ما كان مني

فقلت له  :بما كان ذلك؟؟

فقال: كنت اذا كتبت اسم النبي صليت عليه فغفر لي بذلك وأعطاني ما لا عين رأت ولا أّن سمعت ولا خطر على قلب بشر

بارك الله لي ولكم...

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

(6) من فضائلها أنها سبب في إجابة الدعاء:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: «كُل دعاء محجوب حَتَّى يصلّي عَلى محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد» رواه الطبراني في الأوسط

عن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رضيَ الله عنهُ، قال: سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ: لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي» ثُمَّ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَسَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يُصَلِّي فَمَجَّدَ اللَّهَ وَحَمِدَهُ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُ تُجَبْ وَسَلْ تُعْطَ» ([11]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي

* عَنْ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضيَ الله عنهُ، قَالَ: «إنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم».([12]) (الترمذي صحيح لغيره

قصة الرجل الصالح واليهودي:

كان لرجل صالح جار يهودي وكانا يكثران من الجلوس مع بعضهما. وكان الرجل الصالح يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم من حين لآخر، وعندما يريد عمل شيء يكرر الصلاة على النبي.

أثار هذا استغراب اليهودي، فسأله: ماذا يفيدك كثرة الصلاة على نبيك؟

أجابه الرجل الصالح: أتقرب إلى الله ورسوله، والهم لا يقربني.

فأراد اليهودي أن يكيد لجاره ويستهزئ به وبالمسلمين. فذهب يوماً إلى الرجل وقال له: أنا مسافر، فخذ خاتمي هذا احفظه لي أمانة عندك حتى أعود من السفر.

وكانت الخواتم في ذلك الزمن مميزة ولا يوجد لها شبيه لأن من يصنعها حِرَفي ولا يصنع لها شبيه أبداً. وقد أخذ الرجل الخاتم وهو يصلي على النبي مرة تلو المرة، ثم خبأ الخاتم في مكان خفي في البيت.

راقب اليهودي قبل سفره المزعوم بيت الرجل الصالح حتى خرج جميع من فيه، فدخل البيت وبحث عن الخاتم حتى وجده. وكان لا يوجد تلك الأيام أثاث كثير في البيوت، كما كانت أبوابها لا تقفل، فكان من السهل سرقة البيوت.

ذهب اليهودي في اليوم التالي بالخاتم إلى بحر قريب، وأبحر به على قارب حتى ابتعد عن الشاطئ وألقى الخاتم في البحر. وعاد بعد أيام إلى الرجل يطلب منه الخاتم، فوجده عائداً من عمله يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له: أريد خاتمي.

قال الرجل الصالح وهو يصلي على النبي: لك ذلك.

قال اليهودي: أريد خاتمي الآن.

قال الرجل وهو يصلي على النبي: لقد وفقني الله اليوم إلى صيد سمكة كبيرة، ولن أعطيك خاتمك إلا بعد أن تتغدى معنا منها. وأصر عليه حتى قبل الدعوة.

دخل الرجل الصالح بيته وأعطى زوجته السمكة لتطهوها وتعد الغداء للضيف. وبينما هو جالس يتحدث مع اليهودي ويصلي على النبي، نادته زوجته لتريه ما وجدت في بطن السمكة. فنظر فرأى خاتم اليهودي، فصعق واصفر لونه وقال: والله انه لخاتم اليهودي. وذهب إلى مكان الخاتم في مخبئه فلم يجده فأصبح في حيرة.

عاد الرجل إلى اليهودي فقال الأخير له: لماذا اصفر وجهك؟ هل أضعت الخاتم؟ إن لم تعطني خاتمي لأشهدن عليك اليهود والمسلمين في مدينتنا.

أجاب الرجل وهو يزداد صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: لك ذلك.

قال اليهودي: لا أظنك سوف تصلي على نبيك بعد اليوم. إن لم تعطني خاتمي لأفضحن المسلمين وأخلاقهم بك، وستكون مثلاً نُسكت به المسلمين ونعيّرهم به.

قال الرجل الصالح: والله ما حيرني خاتمك ولكن شيءٌ آخر. خذ هذا خاتمك.

تلون وجه اليهودي واسودت شفتاه وهو يفحص الخاتم ويقول: إنه هو.... إنه هو.

فاستغرب الرجل الصالح وقال له: رفقاً بنفسك. ماذا أصابك؟

قال له اليهودي: استحلفك بالله أن تخبرني كيف وصل إليك الخاتم.

قال الرجل الصالح وقد بدأ يفهم لعبة اليهودي: لابد أن عقلك قد طار. ألم تأمنّي على خاتمك حتى تعود من سفرك؟

فكرر اليهودي سؤاله بإلحاح: استحلفك بربك أين وجدته؟؟؟

قال الرجل الصالح: وجدته في بطن السمكة.

صعق اليهودي وأغمي عليه. وبعد أن عاد إليه وعيه اعترف للرجل بما فعله. فقال الرجل: لقد استطعت بكيدك أن تسرق الخاتم وترميه في البحر، واستطاع الله بقدرته أن ينزل الخاتم في بطن سمكة اصطدتها. أرأيت أن الصلاة على النبي قد كفتني ما دبرته لي من هم.

قال اليهودي: صدقت يا جاري، وأنا أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

(7) من فضائلها انتفاء الوصف بالبخل والجفاء: عَن عَلِيِّ بنِ أَبي طَالِبٍ رضيَ الله عنهُ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» ([13])

عن أبي ذر رضي الله عنه، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن أبخل الناس مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ صلى الله عليه وسلم»

 (8) من فضائلها أنها تقوم مقام الصدقة للمعسر:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «أَيّما رَجُلٍ كَسَبَ مالاً مِنْ حلالٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ وَكَساها فَمَنْ دُونَهُ مِنْ خَلْقِ الله لَهُ زَكاةٌ، أَيّما رَجُلٍ مُسْلِمٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَقُلْ في دُعائِهِ: اللهمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسولِكَ وَصَلِّ على الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ، فَإِنَّها لَهُ زَكاةٌ» وقال: «لا يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ خَيْراً حَتّى يَكونَ مُنْتهاهُ الْجَنَّة» رواه الحاكم وصححه ووفقه الذهبي

 (9) من فضائلها أن فاعلها أولى الناس به صلى الله عليه وسلم:

عن عَبْدِ الله بنِ مسعودٍ، رضيَ الله عنهُ، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «أوْلَى النَّاسِ بي يومَ القِيامةِ أكثرُهُمْ عليَّ صلاةً» رواه الترمذي

قصة: حكى الإمام النووي أنه كان في الحرم المكي , فقابل رجل وكان كلما بعد خطوة إلا ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم !!!

فتعجب الرجل من ذلك فقال " يا هذا إنك لا تكاد أن تتحرك بقدمك إلا وتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فنظر إليه فعرفه وقال له " سأطلعك على سر "

قال " أخبرني "

قال الرجل " كنت وأبي ذاهبان إلى حج بيت الله الحرام فمات أبي ونحن في الطريق , والغريب أنه عندما توفي اسود وجهه من كثرة أعماله السوء ... عندها حزنت عليه حزنا شديدا , وقمت بتغطية وجه أبي , ومن كثرة حزني أخذتني سنة نوم

فرأيت في منامي رجل لم أر مثل وجهه من قبل ... فوجهه كالقمر ليلة البدر , ولم أشم ريح مثل ريحه من قبل , فريحه أطيب من ريح المسك ... واقترب على والدي ثم نزع الغطاء ومسح بيده على وجه أبي فأصبح منيرا مشرقا أبيضا مضيئا .. وبعد أن مسح وجهه , ذهب عندها أسرعت إليه فأمسكت بطرفه وقلت له من أنت ؟ ولماذا فعلت هذا ؟!

قال لي (ألا تعرفني) قلت له (لا) ... قال (إني محمد رسول الله)

ذهب واختفى فذهبت إلى أبي فرأيت وجهه قد تبسم، فقمت من النوم وأنا شديد الفرحة والسعادة، ولذلك أنت ترى ما تراه الآن وسأظل إلى مماتي لكي أكون ممن يشفع فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "

(10) من فضائلها أنها زكاة للمصلي وطهارة له:

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا عليّ فإنها زكاة لكم، واسألوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في أعلى الجنة لا ينالها إلا رجل، وأرجو أن أكون أنا هو» أخرجه أحمد باسناد ضعيف.

 (11) من فضائلها أنها سبب لتثبت القدم على الصراط، والجواز عليه:

عن عبد الرحمان بن سمرة رضيَ الله عنهُ، في حديثه الطويل عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « .. وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي يَزْحَفُ عَلَى الصِّرَاط مَرَّةً وَيَجْثُو مَرَّةً، وَيَتَعَلَّقُ مَرَّةً، فَجَاءَتُهُ صَلاَتُهُ عَلَيَّ فََاخَدَتْ بِيَدِهِ فََاقَامَتْهُ عَلى الصِّرَاطِ حَتَّى جَاوَزَ .. » رواه الطبراني.

 (12) من فضائلها أنها طُهرة من لغو المجلس:

عن أبي أمامة رضيَ الله عنهُ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِساً ثُمَّ قَامُوا مِنْهُ لَمْ يَذْكُرُوا الله، ولَمْ يُصَلُّوا عَلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ كَانَ ذَلِكَ المَجْلِسُ عَلَيْهِمْ تِرَةً»أخرجه أحمد

فكيف نصلّي عليك؟

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هديّة؟ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد» ([14]) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1] - أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (42) والبزار (كشف 3160) والنسائي في "اليوم والليلة" (65) واللفظ له والطبراني في "الكبير" (22/ 195 - 196) وابن بشران (800) والبيهقي في "الدعوات" (156) والمزي (11/ 27)

[2] -- أخرجه أحمد (16399)

[3] - الترمذي 4/ 636 وأحمد 5/ 136 والمروزى في قيام الليل ص 40 وابن أبى عاصم في الزهد ص 104 وابن أبى شيبة 2/ 399 وابن شاهين في الترغيب ص 92 والحاكم 2/ 421

[4] - رواه مسلم (2/4) وكذا أبو عوانة (1/337) وأبو داود (523) والنسائى (1/110) وعنه ابن السنى (91)

[5] - ((معجم الطبراني الكبير)) – ((مجمع الزوائد)) -: (1/ 491) ، (10/ 120) ، ((الترغيب والترهيب)) : (1/ 233، ح 28) ، والحديث مروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه. قال الهيثمي (1/ 491) : (رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما: جيد ورجاله وثقوا. وقال المنذري في ((الترغيب)) كما قال الهيثمي. وصححه الألباني كما في ((صحيح الجامع)) : (2/ 1088، ح 6359) ، وحسنه

[6] - واه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/416) ، والبزار في "المسند" (2/266) ، والحارث بن أبي أسامة في "المسند" – كما في "بغية الباحث" (2/962) – ، وعزاه غير واحد للطبراني في "المعجم الكبير" ، ورواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/248)

[7] - أخرجه أبو داود (1 / 319) وأحمد (2 / 367)

[8] - أخرجه أحمد (2/ 227) وأبو داود (2041) والبيهقي (5/ 245) وإسناده حسن كما في «الصحيحة» (2266)

[9] - وأخرجه الدرامي في سننه، كتاب الرقاق، باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1 / 317) ، وأحمد في المسند (1 / 387، 441، 452) ، كلهم عن عبد الله بن مسعود، وقال السيوطي في الجامع الصغير: حديث صحيح (1 / 359)

[10] - أخرجه ابن ماجه (908)، والطبراني (12/180) (12819)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (2/181) صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 6568

[11] - أبو داود (1481)، والترمذي (3476 و 3477)، والنسائي (1284)

[12] - سنن الترمذي، كتاب الوتر، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الحديث رقم (486) ، (2 / 356) ، وكتاب الأذكار للنووي (ص 99)

[13] - رواه الترمذي ( 2 / 271 ) وأحمد ( 1 / 201 )

[14] - البخاري-الفتح (1/ 6357)، ومسلم (406)

المنح الربانية لمن صلى على خير البرية صلى الله عليه وسلم.pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf