لو قروؤه ما أحرقوه ولآمنوا به وقدسوه

 



لو قروؤه ما أحرقوه ولآمنوا به وقدسوه

الشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

إخوة الإسلام: إن حرق المصحف هو تصرف الحمقى والجهلة والحاقدين، ولو كان عندهم القدرة على تدبر القرآن وفهمه علميا وفكريا ومنطقيا لو أنهم قروؤه ما أحرقوه ولآمنوا به وقدسوه

و الدليل على ذلك أن مستشار نيكسون القانوني روبرت كرين -رحمه الله- وهو اليهودي الحاصل على دكتوراه في القانون من جامعة هارفارد العريقة أعلن إسلامه حين قرأ آيات الميراث في القرآن فتعجّب من إيجازها وإعجازها وشمولها الكامل معلنا أن لا قدرة لبشر على فعل ذلك، وأمثاله في مختلف التخصصات كثيرون ويضيق المقام لذكرهم.

أولا: لماذا يحرقون القرآن الكريم؟

الجواب أيها الأحباب: هل تدورون من الأسباب وراء هذا الأفعال الرعناء التي لا تدل إلا على السفه والطيش والحقد الدفين للإسلام ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟

هيا لنتعرف على تلك الأسباب:

1- لعلم هؤلاء بضعف المسلمين و تفرق كلمتهم و اختلافهم فيما بينهم مما جرأ هؤلاء على أن ينالوا من كتاب الله تعالى و الاستهانة بهم و واعلموا أن هذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه و سلم عن ثوبانَ، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: "يوشِكُ الأُممُ أن تَداعَى عليكم كما تَداعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها" فقال قائل: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاء السَّيلِ، ولَينْزِعَنَّ اللهُ مِن صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهْنَ". فقال قائلٌ: يا رسُولَ الله، وما الوهنُ؟ قال: حبُّ الدُنيا وكراهيةُ الموتِ" ([1])

ولله در القائل

تعدو الذئاب على من لا كلاب له      وتتقي صولة الْمُسْتَأْسِدِ الضاري

2-  الحقد الدفين الذي يحمله هؤلاء على الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم-

قال الله تعالى مبينا لنا ذلك الحقد في كتابه العزيز {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } [البقرة: 120]

3-أنهم يعلمون أن سر قوتنا وسر عزتنا هو القرآن الكريم: ولن يستطيعوا أن ينتزعوه من صدورنا ولا من قلوبنا ولا من عقولنا فيدفعهم ذلك إلى حرقه

وقد اعترف بهذه الحقيقة وزير المستعمرات الفرنسي (لاكوست)؛ فقد قال حين عجز عن  فَرْنَسَةِ الجزائر بعد احتلال دام أكثر من قرن من الزمان، استخدموا فيه كل الطرق والوسائل في تغيير هُوِيَّةِ هذا الشعب المسلم الجبار: "ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟"؛

ويقول المُبَشِّرُ وليم جيفورد بالكراف: «مَتَى تَوَارَى القُرْآنُ وَمَدِينَةُ مَكَّةَ عَنْ بِلاَدِ العَرَبِ، يُمْكِنُنَا حِينَئِذٍ أَنْ نَرَى العَرَبِيَّ يَتَدَرَّجُ فِي طَرِيقِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ بَعِيدًا عَنْ مُحَمَّدٍ وَكِتَابِهِ»

يقول غلادستون: «مَا دَامَ هَذَا القُرْآنُ مَوْجُودًا، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ أُورُوبَّةُ السَّيْطَرَةَ عَلَى الشَّرْقِ، وَلاَ أَنْ تَكُونَ هِيَ نَفْسُهَا فِي أَمَانٍ»

يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: «يَجِبُ أَنْ نُزِيلَ القُرْآنَ العَرَبِيَّ مِنْ وُجُودِهِمْ ... وَنَقْتَلِعَ اللِّسَانَ العَرَبِيَّ مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ، حَتَّى نَنْتَصِرَ عَلَيْهِمْ»

لأن القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حيًا يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم. يقول المبشر تاكلي: “يجب أَنْ نستخدِم القرآن، وهو أمضى سلاحٍ في الإِسلاَم، ضِدَّ الإِسلاَم نفسَه، حتَّى نقْضي علَيْه تمامًا، يجب أَنْ نبين للمسلمين أن الصَّحِيحَ فِي القرْآن ليس جدِيدًا، وأن الجديد فيه ليس صحيحًا”.

وهكذا تمضي عمليات الاستهزاء بالقرآن والتشكيك فيه والتي نراها بأعيننا اليوم، هذا من جانبهم، بالإضافة إلى هجرنا له، حتى لو قرأناه فإنه لا يكاد يتجاوز حلوقنا ولا تتأثر به قلوبنا ولا تعمل به جوارحنا ولا نرى أثره في حياتنا لأننا قد فقدنا تدبره.

4-انتشار الإسلام و الإقبال عليه في الدول الغربية : و من تلك الأسباب التي تدعو المتطرفين الى الإقدام على حرق المصحف هو ما يرونه من انتشار للإسلام في الأوساط الغربية مما يزيدهم خوفا و رعبا و خشية قال تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32، 33]

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا مَا بَلَغَ اللَّيْلُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ. ثُمَّ يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَيُذِلُّ بِهِ الشِّرْكَ»([2])

 وها هي أيها الإخوة  :البشارة تتحقق فقد غدت جاذبية الإسلام ظاهرة تاريخية وعالمية لفتت أنظار الدارسين فهذا (مكسيم رودنسون ) قد نشر كتاباً له بهذا الاسم ، ويقر هيرمان إيلتز بهذه الظاهرة فيقول : "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في العالم اليوم .. هناك إذن شيء حقيقي يجذب إليه العديد من نخبة الناس"([3]).

أما مراد هوفمان فيقول : "كثير من الغربيين يستيقظون ذات يوم ليجدوا أنفسهم وقد اعتنقوا الإسلام!" ([4]) .

ويقول المستشرق هيل : "لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام" .

ويعتبر ( روي ) بحق أن انتشار الإسلام هو معجزة ، وهو "أكبر آيات الأنبياء وأروعها إعجاباً وخرقاً للعادة"([5])

وتلمح بيانكا سكارسيا هذه الجاذبية فتقول : "إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس ، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه ، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة ، في أوروبة خاصة ، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية"([6])

قول جان بول رو "إن عودة الإسلام إلى أوربة هي موجة جديدة لن يقدر على وقفها أو الحد منها أية عقيدة أو مبدأ أو دين" .
"إن الدنيا بأكملها ستقبل الإسلام ، وإن هي لم تقبله باسمه الصريح فستقبله باسم مستعار ! وسيأتي يوم يعتنق فيه الغرب دين الإسلام ، وإن عقيدة النابهين والمثقفين في المستقبل ستكون الإسلام"
([7])  "ولا شك أن الإسلام سوف يكون نهاية المطاف لكل طالبي الحقيقة في هذا العالم"([8])
ونختم بقول الباحث كليمان هوارت : "أعتقد أن الإسلام قادم إلى أوربة بكل الحب ، وسيصبح المسلمون الأوربيون دعاة حقيقيين للإسلام ، وسيأتي يوم يصبح فيه الإسلام هو المحرك الحقيقي للعالم" .

ثانيا: لو قروؤه ما أحرقوه ولآمنوا به وقدسوه:

أمة الإسلام لو قرأ هؤلاء القران الكريم ووقفوا على جوانب الرحمة فيه ما احرقوه ولآمنوا به وقدسوه

نقول لهم قرآننا أيها الأصاغر هو حبل الله الممدود بيننا وبين الله تعالى روى الطبراني في الكبير بإسناد جيّد عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ - أَوْ بَلَى - قَالَ: " فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بَيْدِ اللهِ تَعَالَى، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا "([9]).

القران الكريم هو الكتاب المهيمن على جميع الكتب السماوية

القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة، كما قال الله: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ]المائدة:[48.

فجعل الله -سبحانه وتعالى- هذا الكتاب العظيم الذي أنزله على سيد الخلق على محمد  -عليه الصلاة والسلام – وهو آخر الكتب وهو خاتمها وأشملها وأعظمها وأكملها وجمع فيه من المحاسن، جمع فيه محاسن ما قبله من الكتب، وزاد عليه، فلهذا جعله شاهدًا وجعله أمينًا وجعله حاكمًا، لأن هذه المعاني كلها من معاني المهيمن.

وقال ابنُ تيميَّةَ: (السَّلَفُ كُلُّهم مُتَّفِقون على أنَّ القُرْآنَ هو المهيمِنُ المؤتَمَنُ الشَّاهِدُ على ما بين يديه من الكُتُبِ، ومعلومٌ أنَّ المهيمِنَ على الشَّيءِ أعلى منه مَرتبةً)

القرآن الكريم هو كتاب الإخراج من الظلمات إلى النور:

 قال أصدق القائلين: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16]

وقال سبحانه {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [إبراهيم: 1].

أيها المتخبطون في ظلمات الشرك

أيها المتخبطون في ظلمات الظلم

 أيها المتخبطون في ظلمات الكفر

أيها المتخبطون في ظلمات الشهوات

أيها المتخبطون في ظلمات الجهل

هذا كتابنا يخرج البشرية:

من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد

من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان

من ظلمات النفاق إلى نور الإخلاص

من ظلمات الجور إلى نور العدل

من ظلمات الشهوات إلى نور العفة

من ظلمات الجهل إلى نور التوحيد

هذا هو كتابنا قال عنه السيوطي رحمه الله، “وإنأ كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء، وأبان فيه كل هدْيٍ وغي، فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد”(([10]))

القرآن الكريم رحمة للعالمين:

القرآن الكريم رحمة في سهولته ويسره..................

القرآن الكريم رحمة في أخذه بأيدي الحيارى إلى رب البرايا ..................

القرآن الكريم رحمة في رفعه الحرج والمشقة ..................................

القرآن الكريم رحمة في تيسيره على المرضى والضعفاء والمسافرين.....................

القرآن رحمة في دعوته إلى التوبة وفتح أبوابها أمام جميع العصاة.....................

القرآن الكريم رحمة في أمره بكل طاعة تكون سبب من أسباب حصول الرحمة..........

القرآن الكريم رحمة بما أودع الله فيه من علوم تسعد الأمم والشعوب .................

يقول الله تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [النمل: 76-77]

قوله -تعالى -: (وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ) صفة أخرى من صفات القرآن الكريم الدالة على أنه من عند الله -تعالى -: أي إن هذا القرآن لهاد للمؤمنين إلى طريق الرشاد، ورحمة لهم في الأحكام التشريعية المتعلقة بالعقيدة، كالتوحيد والحشر والنبوة وصفات الله الحسنى، والمتعلقة بالأحكام العملية الملائمة لحاجات البشر وتحقيق مصالحهم في الدنيا والآخرة.

وخص هدايته ورحمته بالمؤمنين، لأنهم هم الذين آمنوا به، وصدقوا بما فيه، وعملوا بأوامره، واجتنبوا نواهيه، وطبقوا على أنفسهم أحكامه، وآدابه، وتشريعاته

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

الخطبة الثانية

أما بعد :.........................

رحمة القرآن في التيسير ورفع الحرج:

إخوة الإسلام إن الذين يحاربون القرآن ويصفونه بالتشدد والإرهاب ويتطاولون عليه لم يقفوا على هذا الكتاب الذي هو ينبوع الرحمة، والذي هو ينبوع اليسر، والذي هو ينبوع السماحة وقد نص الله على ذلك في أكثر من موضع في كتابه الكريم، فقال سبحانه:

﴿ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ المائدة 6.].

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [ النساء 26.].

﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [ النساء 28.].

﴿ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ البقرة 178]

ففي باب الطهارة: التيمم بالتراب بد الطهارة بالماء عند عدمه، أو عدم القدرة على استعماله، كما قال سبحانه: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة:6

وفي باب الصلاة: قصر الصلاة الرباعية في السفر، لقوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} النساء:101.

في الصلاة رخص للمريض أن يصلي قاعدا أو مضطجعا أو على جنب أو مستلقيا على ظهره، وفي السفر تصبح الرباعية ركعتين، وفي الجهاد تصبح الرباعية واحدة عند التحام الصفوف قال ابن عباس رضي الله عنهما: فرض الله الصلاة على لسان رسول الله في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة فان خفتم فرجالا أو ركبانا.

في الصيام رخص للمسافر الإفطار في حال السفر والمرض ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة: 184]، ولو تتبعنا مظاهر التيسير في الإسلام لوجدنا له صورا عديدة.

قراننا كتاب هداية: إخوة الإسلام: اعلموا أن القران الكريم كتاب هداية ودلالة يأخذ بيدي الحيارى إلى رب البرايا وقد وصفه الله بذلك في أكثر من موطن في القرآن الكريم

وكل وصف من هذا الأوصاف جاء باعتبار معنى من معاني القرآن الكريم

فهو هدى للمتقين تعالى {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ  {{البقرة: 2}

وهو هدى وفرقان يفرق به المرء بين الحق والباطل: يقول تعالى{ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} {البقرة: 185}

و هو هداية لمن شاء الله تعالى أن يهديه  قال تعالىv : ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ} {الأنعام: 88}

وهو كتاب هداية للمؤمنين يقول تعالى {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {الأعراف: 52}

 و هو كتاب هداية للمحسنين: يقول  تعالى { هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} {لقمان: 3} وهو كتاب هدية وشفاء يقول تعالىق{ُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ }{فصلت: 44}

الدعاء ............................

 

 

 



([1]) - واه أبو داود (4297)، وأحمد (5/278) (22450).      جوَّد إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/290)، وقال ابن باز في ((مجموع الفتاوى) (5/106): إسناده حسن، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4297).

([2]) - رواه أحمد (4 / 203) وابن بشران في " الأمالي " 60 / 1 والطبراني في " المعجم الكبير " (1 / 126 / 1) وابن منده في كتاب الإيمان (102 / 1)

([3]) -عن ( أمريكا والإسلام ) د.عبد القادر طاش ص 133 .

([4]) -عن ( الطريق إلى مكة ) مراد هوفمان ص 124 .

([5]) -عن ( المد والجزر في تاريخ الإسلام ) للعلامة أبي الحسن الندوي ص (30) .

([6]) -( العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية ) بيانكا سكارسيا ص (40-207) .

([7]) -جورج برناردشو عن ( حوار حول الإسلام بين برناردشو وصديقي ) ص (75) .

([8]) -ميكلا أغناطيوس عن (شمس الإسلام تشرق من جديد ) محمد عثمان (125) .

([9]) - صَحِيح الْجَامِع: 34 , الصَّحِيحَة: 713

([10]) - الإتقان في علوم القرآن (1/ 16)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf