رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن نفسه.pdf
رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يحدثنا عن نفسه
السيد مراد سلامة
الخطبة
الأولى
الحمد لله الذي أعطى الأمان لمن شكر سبحانه، سبحانه رب
عظيم قد على فوق الخلاق واقتدر سبحانه، سبحانه عنت الوجوه لجاهه واستسلمت فطر
الحياة لأمره لما أمر ، فأتم فيض نعيمه للمؤمنين العاملين لدينهم جنات عدن عزها
نور الجلال أفاءه أمر الذي في كل أمر قد أمر ،وأضاف من مدد الخلود ما غاب عن وعي
المسامع والبصر من كل فيض ناعم يسمو على كل الفكر ويفوق كل تصور عرفته أذهان البشر
واشهد أن لا اله إلا الله واحد أحد فرد صمد لا شريك له
في ملكه ولا سند
سبحانه، سبحانه جعل الحياة مطية مطواعة للمؤمنين
المحسنين لأنهم قد وحدوا الله العظيم المقتدر ومشوا على درب الهدي لما بدى في
المبتدى نور الذي أحيا الفطر وأشهد أن محمدا شمس الحقائق وضياها ولفظ الرسالة
ومعناها ومرآة العلوم ومجلاها ضيف السماوات وإمام مصلاها، اصطفاه الله من بحر لا
يخاف قدره و من شجر لا يخلف ثمره، فغسل به من الكفر وجوها مسودة وألان به لتقى
قلوبا مشتدة ،و جعله للدين ظَهِيرا و ظَهرا ،وللحق ظهيرة وظُهرا فكف به كف الظلم،
ورفع به لواء السلم وزين به سماء العلم، وجعله لمن في السماء إماما ولمن في الأرض
سلاما ولدنيا بشيرا نذيرا
أما بعد:
أما بعد ...... حديثنا في هذا اليوم الطيب
الميمون الأغر مع خير من دب على الثرى مع حبيب القلوب مع حبيب علام الغيوب مع
النبي المحبوب صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا عن نفسه فهيا لنشف الآذان بحديث
النبي العدنان صلى الله عليه وسلم فهو أعرف الخلق بنفسه وبمكانته عند ربه .......................................................
أنا رسول الله وآدم -عليه السلام-منجدل في
طينته
عن عرباض بن سارية رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إني عبد الله، وخاتم النبيين،
وأبي منجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي
آمنة التي رأت» وكذلك أمهات النبيين يرين، وأن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت
حين وضعته له نورا أضاءت لها قصور الشام، ثم تلا {يا أيها
النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} [الأحزاب:
46] «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»] ([1])
وقد رواه ابن شاهين في (دلائل النبوة ) من حديث أبي هريرة
قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى وجبت لك النبوة ؟
قال: ( بين خلق آدم
ونفخ الروح فيه ) وفي رواية : ( وآدم منجدل
في طينته ) ([2])
يا
مصطفى من قبل نشأة آدم قد كنت نوراً زانه
الإشراقُ
وفتحت
ختم الفيض من كنز العما والكون لم تفتح له أغلاق
أيروم
مخلوقٌ ثناءك بعد ما كنت الثناء
وشأنك الإطلاق
وظهرت
من حمد الوجود بمظهرٍ أثنى على أخلاقك الخلّاق
أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى عليه السلام:
فها هو خليل الرحمن وابنه إسماعيل – عليهم الصلاة و
السلام-بعدما فرغا من بناء البيت يتوجه خليل الرحمن إلى الله تعالى بتلك الدعوة التي
يسأل الله فيها أن يرسل اليهم نبي فيقول {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [البقرة: 129]
وقال ابن كثير عند هذه الآية: والمراد بذلك محمد -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وقد بعث فيهم كما قال تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً
منهم) ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأسود لقوله تعالى (قل يا أيها الناس إني
رسول الله إليكم جميعا) . ([3])
عن عرباض بن سارية رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة
أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي آمنة التي رأت» وكذلك أمهات النبيين يرين، وأن
أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته له نورا أضاءت لها قصور الشام، ثم تلا
{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}
[الأحزاب: 46] «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ([4])
أنا خيار من خيار من خيار:
وها هو النبي
المختار صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله تعالى اختاره وانتقاه فهو من خيار
الأمم ومن خيار البشر فهو خير مخلوق خلقه الله تعالى
عن أبي هريرة أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم -قالَ:
"بُعِثْتُ مِن خيرِ قرونِ بني آدَمَ قرناً فقَرْناً، حتى كنتُ مِن القَرْنِ الذي
كنتُ فيه". ([5])
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ
إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي
هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ([6])
تقلب
في الأصلاب نورا مقدسا ففاح له عطر يبوح
به الظهر
فمن
آدم قد سار في موج اعصر إلى عصر عبد
الله يزهو به الدهر
محمد
المختار أشرق عهده إلى النور يهدينا
و طلعته البدر
أنا خليل الرحمن:
أيها
الإخوة الكرام ها هو صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله اتخذه خليلا كما اتخذ
إبراهيم عليه الصلاة و السلام
عن جندب بن عبد الله ـ ر ضي الله عنه ـ قال: ( سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- قبل أن يموتَ بخمس وهو يقول: إني أَبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل،
وإن الله قد اتخذني خليلاً، كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنتُ متخذاً من
أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلا )([7])
أنا نبي الرحمة:
فقد قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107] قال ابن عباس في
تفسيرها: "من آمن بالله ورسوله تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن
بالله ورسوله عُوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من الخسف والمسخ والقذف؛
فذلك الرحمة في الدنيا"، ومصداق هذا في كتاب الله عز وجل؛ حيث قال: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ
مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ [الأنفال: 32، 33].
عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، ادعُ
على المشركين قال: ((إني لم أُبعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعِثْتُ رحمةً)) ([8])
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا
أَحْمَدُ , وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ , وَأَنَا نَبِيُّ الْمَلَاحِمِ , وَأَنَا
الْمُقَفَّى»[9]
أنا لبنة التمام:
من فضائله صلى الله عليه وسلم انه لبنة
التمام و زينة الأنبياء فهو اشرفهم و اجملهم بابي هو وأمي صلى الله عليه وسلم عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا،
فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَكَانَ مَنْ دَخَلَهَا
وَنَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ: مَا أَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ!
فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، خُتِمَ بِيَ الْأَنْبِيَاءُ» ([10])
أنا شهيد عليكم:
ومن فضائله أنه شهيد وبشير: فعن
عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا، فصلى على أهل أُحد صلاته على
الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: "إني فرط لكم -أي سابقكم-، وأنا شهيد
عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح
الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا
فيها" متفق عليه.
أنا أول المسلمين:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام: 162، 163]
{وَأَنَاْ
أَوَّلُ المسلمين} أي المنقادين إلى
امتثال ما أمر الله تعالى به، وقيل: المستسلمين لقضاء الله تعالى وقدره، والمراد
مسلمي أمته كما قيل، وهذا شأن كل نبي بالنسبة إلى أمته، وقيل: هذا إشارة إلى قوله
عليه الصلاة والسلام: " أول ما خلق الله تعالى نوري " ([11])
أنا لكم بمنزلةِ الوالدِ:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-:
"إنَّما أنا لكم بمنزلةِ الوالدِ أُعلِّمُكُم، فإذا أتى أحدُكُمُ الغائِطَ
فلا يَستَقبِلِ القبلَةَ، ولا يَستَدبِرْها، ولا يَستَطِبْ بيمينِهِ" وكان
يأمُرُ بثلاثةِ أحجارِ، وينهى عن الرَّوْثِ والرِّمَّة ([12]).
أقول قولي هذا و
استغفر الله العظيم لي و لكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
أما بعد:
.........................
أنا سيد ولد آدم:
وها هو سيد ولد آدم يخبرنا عن مكانته
بين خلقه فعن أبي هريرة -رضي الله عنه -أنه قال: "كنا مع النبي-صلى الله عليه
وسلم - في دعوة، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال: أنا سيد
القوم يوم القيامة" متفق عليه.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول
شافع، وأول مشفع" ([13])
وأما الحديث الآخر: " لا تخيرونى
من بين الأنبياء "([14])
فجوابه من خمسة أوجه: أحدهما أنه -صلى الله عليه
وسلم -قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، فلما علم أخبر به.
والثاني قاله أدبا وتواضعا.
والثالث أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي
إلى تنقيص المفضول.
والرابع إنما نهي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة
والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث.
والخامس أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة،
فلا تفاضل فيها ، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى ولا بد من اعتقاد التفضيل ،
فقد قال الله تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253] ([15]).
يقول المناوي – رحمه
الله - (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) خصه
لأنه يوم مجموع له الناس فيظهر سؤدده لكل أحد عيانا ، وصف نفسه بالسؤدد المطلق
المفيد للعموم في المقام الخطابي على ما تقرر في علم المعاني فيفيد تفوقه على جميع
ولد آدم حتى أولو العزم من الرسل واحتياجهم إليه كيف لا وهو سيد ولد ادم وتخصيصه
ولد آدم ليس للاحتراز فهو أفضل حتى من خواص الملائكة كما نقل الإمام عليه الإجماع
ومراده إجماع من يعتد به من أهل السنة (وأول من ينشق عنه القبر) أي أول من يعجل
إحياؤه مبالغة في إكرامه وتخصيصا له بتعجيل جزيل إنعامه قال القرطبي : ويعارضه خبر
أنا أول من يبعث فأجد موسى عليه السلام متعلقا بساق العرش (وأول شافع) للعصاة أي
لا يتقدمني شافع لا ملك ولا بشر في جميع أحكام الشفاعات (وأول مشفع) بشد الفاء أي
مقبول الشفاعة ولم يكتف بقوله أول شافع لأنه قد يشفع الثاني فيشفع قبل الأول قال
ذلك امتثالا لقوله تعالى * (وأما بنعمة ربك فحدث) * (الضحى : وهو من البيان الذي
يجب تبليغه. ([16])
*
أنا أول شافع وأول مشفع عن أبي سعيد قال :قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي
يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر قال فيفزع
الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فيقولون أنت أبونا آدم فاشفع لنا إلى ربك فيقول إني
أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض ولكن ائتوا نوحا فيأتون نوحا فيقول إني دعوت على
أهل الأرض دعوة فأهلكوا ولكن اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقول إني كذبت
ثلاث كذبات ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -ما منها كذبة إلا ما حل بها عن
دين الله ولكن ائتوا موسى فيأتون موسى فيقول إني قد قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى
فيأتون عيسى فيقول إني عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا قال فيأتونني فأنطلق
معهم قال ابن جدعان قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون بي
فيقولون مرحبا فأخر ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي ارفع رأسك وسل
تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله{ عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا }([17])
أنا أول من يقرع باب الجنة : عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ» [18]
عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " آتِي بَابٌ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحَ فَيَقُولُ الْخَازِنُ:
مَنْ أَنْتَ؟، فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ
لِأَحَدٍ قَبْلَكَ " [19]
،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا
أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ»[20]
عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«أَهْلُ الْجَنَّةِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ صَفًّا، أَنْتُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا
وَالنَّاسُ سَائِرُ ذَلِكَ، وَأَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ
خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»[21]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ
إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:
" عُرِضَتْ عَلَيْنَا الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ بِيَ النَّبِيُّ وَمَعَهُ
الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ
وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا
كَثِيرًا فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ،
وَقِيلَ: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ:
انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ،
فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ". فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيِّنْ
لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَتَذَاكَرَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ،
فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَولِدْنَا فِي الشِّرْكِ وَلَكِنْ قَدْ آمَنَّا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هُمْ أَبْنَاؤُنَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا
يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ» . فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ» . ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»[22]
فصلوا على الهادي البشير، والسراج
المنير، محمد بن عبدالله، الذي صلى الله عليه في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
[1] -
المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 453) وقال «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ»
[2] -
أخرجه الحاكم (2/665، رقم 4210) ، والخطيب (3/70) ( صحيح سلسلة الأحاديث الصحيحة
18 / 56 ، المشكاة 5758 )
[3] -
تفسير ابن كثير-ط أولاد الشيخ (2/ 94)
[4] -
المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 453)وقال «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ»
[5] -
أخرجه البخاري (3/1305، رقم 3364)، وابن سعد (1/24) ، والبيهقي في شعب الإيمان
(2/139 ، رقم 1392) . وأخرجه أيضًا: أحمد (2/373 ، رقم 8844)
[6] -
أخرجه مسلم (2276)
[7] - صحيح
مسلم (1/ 377 - 378 رقم 532)
[8] -
أخرجه مسلم (4/ 2006، رقم 2599).
[9] -
الشريعة للآجري (3/ 1485)
[10] -
البخاري (3534) ، ومسلم (2287) (3) ، والترمذي (2862)
[11] - تفسير الألوسي - (ج 6
/ ص 93)
[12] -
"مسند أحمد" (7368)، و"صحيح ابن حبان" (1431) و (1440).
[13] - أخرجه مسلم 4223
[14] - أخرجه أحمد
3/31(11285) و3/33(11306\ و"البخاري" 3/158(2412) و"مسلم"
7/102(6231)
[15] - شرح النووي على مسلم -
(ج 7 / ص 473)
[16] - فيض القدير (3/ 41)
[17] - أخرجه أحمد ح 2415 و
الترمذي ج 10 / ص 422
[18] -
أخرجه ابن أبي شيبة 11/503، ومسلم (196) (331) في الإيمان: باب أدنى أهل الجنة
منزلة فيها
[19] - أخرجه عبد بن حميد (1271) ، ومسلم (197) ، وأبو عوانة 1/158-159،
[20] - صحيح مسلم:ج1/ص188 ح196
[21] - المعجم الكبير:ج19/ص419 ح1012
[22] - رواه البخاري (5752)، ومسلم (220).
تعليقات
إرسال تعليق