سلمة بن الأكوع أنموذجا للدفاع عن المال والأوطان.pdf



سلمة بن الأكوع أنموذجا للدفاع عن المال والأوطان

الشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين، القائل: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ، والقائل {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} .

والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، سيدنا ونبينا محمد، القائل: (من قاتل دون أهله أو ماله فقتل فهو شهيد) ([1])، والقائل: (يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل) ([2]) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه الأبرار الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

جُبل الإنسان على حبّ وطنه؛ إذ إنّ الإنسان إذا وُلد في بلدٍ ما، ونشأ فيها، وترعرع في كنفها؛ فمن الطبيعيّ أن يحبّها، ويُواليها، وينتمي إليها، ويدافع عنها، ووردت العديد من الأحاديث التي تدل على حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه ودفاعه عنه، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت من أحاديث عن الدفاع عن الوطن.

اعلموا عباد الله: أن الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن بالسلاح وبالكلمة والدفاع عن الوطن بالسلاح والكلمة جهاد ولا ريب فيه لمن أخلص نيته ومن قتل في ذلك فنرجو له الشهادة

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، أَوْ دُونَ دَمِهِ، أَوْ دُونَ دِينِهِ، فَهُوَ شهيد". ([3])

قُلْتُ- البغوي : ذَهَبَ عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أُرِيدَ مَالُهُ، أَوْ دَمُهُ، أَوْ أَهْلُهُ فَلَهُ دَفْعُ الْقَاصِدِ وَمُقَاتَلَتُهُ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ بِالأَحْسَنِ فَالأَحْسَنِ، فَإِنْ لَمْ يَمْتَنِعْ إِلا بِالْمُقَاتَلَةِ، فَقَاتَلَهُ، فَأَتَى الْقَتْلُ عَلَى نَفْسِهِ، فَدَمُهُ هَدَرٌ، وَلا شَيْءَ عَلَى الدَّافِعِ" أخرجه أحمد

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ: " فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي , قَالَ: " قَاتِلْهُ " , قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي , قَالَ: " فَأَنْتَ شَهِيدٌ " , قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: " فَهُوَ فِي النَّارِ ". ([4])

فعلى هذا فان كل من قتل دون أرضه أو عرضه أو ماله أو دينه أو أهله فهو شهيد والوطن مال وعرض وأهل ودين ونشر الأمن في ربوعه غاية دينية شرعية

أبطالُنَا وهُمُ أحادِيثُ الندَى ليسُوا علَى أوطانهم بشِحَاحِ

صبَرُوا علَى مُرِّ القِتالِ فأَدْرَكُوا حُلْوَ المنَى مَعْسُولةَ الأقْدَاحِ

إخوة الإيمان: نقف اليوم مع صور من أروع صور البطولة والشجاعة والتضحية من اجل الدفاع وصد من اعتدى على الأوطان والأموال نقف مع بطل من أشهر الأبطال الذين اشتهروا بالعدو نرى بطولة لا كالبطولات الجوفاء وشجاعة تبهر العقول ....................................

نسب سلمة بن الأكوع وقبيلته:

 سلمة بن الأكوع-رضي الله عنه - هكذا يقول جماعة أهل الحديث ينسبونه إلى جده، وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع. والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة، كان ممن بايع تحت الشجرة، سكن بالربذة.

وكان لقرب سلمة من رسول الله أكبر الأثر في تكوين شخصية مثالية بما غرسه النبي فيها من شجاعة، ومروءة، وتضحية في سبيل الله، هذا الأثر لاحظه الصحابة، وعرفوا أنه ما كانت هذه الصفات لتكون في سلمة إلا بتربية الرسول له. أهم ملامح شخصية سلمة بن الأكوع

حب سلمة بن الأكوع –رضي الله عنه للرسول-صلى الله عليه وسلم- وطاعته: ومن الأمثلة الواضحة على هذا هبته جارية وقعت في سهمه في إحدى السرايا للنبي-صلى الله عليه وسلم- ، على الرغم من أنها كانت من أجمل بنات العرب، كما قال سلمة

ومما يدل على حبه للنبي-صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأتي إلى سبحة الضحى، فيعمد إلى الأسطوانة دون المصحف فيصلي قريبًا منها. فأقول له: ألا تصلي ها هنا؟ وأشير إلى بعض نواحي المسجد. فيقول: إني رأيت رسول الله يتحرى هذا المقام .

 يا لها من صفات عظيمة تلك التي يتصف بها صحابة رسول الله، كان الواحد فيهم ينظر ماذا كان يصنع رسول الله ويفعله وهو في سعادة لا توصف. من مواقف سلمة بن الأكوع مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: مواقف عديدة حدثت بين سلمة بن الأكوع والرسول، وذلك لقرب سلمة منه وحبه الشديد له؛ فعن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة. فأتيت النبي فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة.

 وجاء عين للمشركين إلى رسول الله، قال: فلما طعم انسل. قال: فقال رسول الله: «عليَّ بالرجل اقتلوه». قال: فابتدر القوم. قال: وكان أبي يسبق الفرس شدًّا. قال: فسبقهم إليه، فأخذ بزمام ناقته أو بخطامها. قال: ثم قتله.

 قال: فنفله رسول الله سلبه.

وعن سلمة بن الأكوع قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  يوم الحديبية ثم عدلت إلى ظل شجرة. فلما خف الناس قال: «يا ابن الأكوع، ألا تبايع»؟ قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: «وأيضًا». فبايعته الثانية. فقلت لسلمة: يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت

 شجاعة سلمة بن الأكوع-رضي الله عنه :

هيا لترى رجلا لا كالرجال وبطلا لا كالأبطال رجل يحارب أربعين فارسا تعدوا على حرم المدينة واستاقوا إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم-وقتلوا غلامه – فتصدي لهم وحده ونترك الحديث لسلمة رضي الله عنه-

عن سلمة بن الأكوع قال: ((بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-   بظهره مع رباح غلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-   وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أن المشركين قد أغاروا على سرحه، قال: ثم قمت على أكمة، فاستقبلت المدينة، فناديت ثلاثا: يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز، أقول: أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع

 فألحق رجلا منهم فأصك سهما في رحله، حتى خلص نصل السهم إلى كتفه، قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع ([5])

 قال: فوالله، ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة، فجلست في أصلها، ثم رميته فعقرت به، حتى إذا تضايق الجبل، فدخلوا في تضايقه، علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة،

قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحا، يستخفون ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  وأصحابه، حتى أتوا متضايقا من ثنية، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري، فجلسوا يتضحون - يعني يتغدون - وجلست على رأس قرن، قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟

قالوا: لقينا من هذا البرح، والله، ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا، قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة، قال: فصعد إلي منهم أربعة في الجبل، قال: فلما أمكنوني من الكلام، قال: قلت: هل تعرفوني؟

قالوا: لا، ومن أنت؟

 قال: قلت: أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرم وجه محمد -صلى الله عليه وسلم- ، لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني

، قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا، فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي، على إثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، قال: فأخذت بعنان الأخرم، قال: فولوا مدبرين، قلت: يا أخرم، احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  وأصحابه، قال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليته، فالتقى هو وعبد الرحمن، قال: فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  بعبد الرحمن، فطعنه فقتله، فوالذي كرم وجه محمد -صلى الله عليه وسلم-  ، لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-  ، ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له: ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش، قال: فنظروا إلي أعدو وراءهم، فخليتهم عنه - يعني أجليتهم عنه - فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية، قال: فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه، قال: قلت: خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال: يا ثكلته أمه، أكوعه بكرة؟ قال: قلت: نعم يا عدو نفسه، أكوعك بكرة، قال: وأردوا فرسين على ثنية، قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  ، قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين، وكل رمح وبردة، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-  من كبدها وسنامها، قال: قلت: يا رسول الله، خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  حتى بدت نواجذه في ضوء النار، فقال: يا سلمة، أتراك كنت فاعلا؟ قلت: نعم، والذي أكرمك، فقال: إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان، قال: فجاء رجل من غطفان، فقال: نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا، فقالوا: أتاكم القوم، فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  : كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة، قال: ثم أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  سهمين سهم الفارس، وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة)([6]

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

أما بعد: .....................................

أيها الأكارم: في دفاع سلمة رضي الله عنه واستنقاذه إبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم  –دروسا إيمانية تربوية نذكر منها

دروس وعبر

الدرس الأول: القدوة في تربية الأبطال: إخوة الإيمان: من أين تعلم سلمة –رضي الله عنه – هذه الشجاعة؟

 تعلمها من أشجع الناس صلى الله عليه وسلم - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أحسنَ النَّاسِ وأجودَ النَّاسِ وأشجَعَ النَّاسِ، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلقَ النَّاسُ قِبَلَ الصوتِ، فاستقبلَهُم النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قدْ سبقَ النَّاسَ إلى الصوتِ وهو يقول: لَمْ تُراعُوا لَمْ  تُراعُوا، وهوَ على فرَسٍ لأبي طَلْحةَ عُرْيٍ ما عليهِ سَرجٌ في  عُنقِهِ سيفٌ، فقال: لقدْ وجدتُهُ بَحْرًا"  ([7]).

استحباب الثناء على الشجاع ومن فيه فضيلة:

تكريم الأبطال وتحفيزهم يدفعهم إلى التضحية، الإشارة لتحفيز الأفراد المبادرين، وتعضيد مواهبهم، وتنميتها

فقد أثنى صلى الله عليه وسلم  على سلمة لشجاعته وفروسيته، وعلى أبي قتادة فقال: خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة» . وأعطى سلمة سهمين، سهم الراجل وسهم الفارس. يقول ابن حجر: «وفي الحديث [أي حديث سلمة بن الأكوع] جواز العدو الشديد في الغزو، والإنذار بالصياح العالي، وتعريف الإنسان نفسه إذا كان شجاعاً ليرعب خصمه، واستحباب الثناء على الشجاع ومن فيه فضيلة لاسيما عند الصنع الجميل ليستزيد من ذلك ومحله حيث يؤمن الافتتان»([8])

العفو عند المقدرة من شيم الرجال:

أيها الأحباب : العفو من شيم الرجال و الأبطال و هو سجية في النبي المختار حيث طلب سلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل ليهاجم بهم غطفان فقال: يا رسول الله، إن القوم عطاش، فلو بعثتني في مئة رجل استنقذت ما عندهم من السرح، وأخذت بأعناق القوم، فقال صلى الله عليه وسلم : «يا بن الأكوع! ملكت فأسجح»، فمعنى اسجح أي: أَحْسِنِ العفو وتكرم.

 وهذا دليل على العفو عند المقدرة وعدم المبالغة في الاعتداء، حيث استرد النبي صلى الله عليه وسلم  الإبل وهذا هو المراد، فلا داعي لمهاجمة القوم مرة أخرى، وهذا من شيم الرجال أصحاب القيم والمبادئ، وقد تكرر ذلك منه صلى الله عليه وسلم  في كثير من المواقف، فعند فتح مكة دخل منتصراً وقال لأهل مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم  في تعاملاته خاصة مع المرأة:

امرأة ابن أبي ذر نجاها الله على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم   فقالت يا رسول الله إني نذرت إن نجاني الله عليها أن أنحرها فآكل من كبدها وسنامها.

 فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال بئس ما جزيتها أن حملك الله عليها ونجاك ثم تنحرينها! إنه لا نذر في معصية الله ولا فيما لا تملكين، إنما هي ناقة من إبلي فارجعي إلى أهلك على بركة الله. وهذا الموقف يبين إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المرأة، وحلمه وتبسمه برغم عدم مشروعية طلبها ونذرها.

تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:

إخوة الإيمان  ومن دروس هذه القصة نأخذ تواضع النبي حيث أردف صلى الله عليه وسلم وراءه سلمة بن الأكوع على العَضْبَاء ورجع إلى المدينة، بعدما حقق سلمة نصراً كبيراً على الأعداء، وهنا يظهر تواضع القائد الأعلى للمسلمين وهو يصطحب سلمة على ناقته، وقد أردف من قبل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - على حماره، وكثيراً من الصحابة، ليعطي لأمته درساً عملياً في التواضع وخفض الجناح للمسلمين، وإن علو المنزلة يكون بالأخلاق العالية وباجتناب الأخلاق السيئة.

الدعاء ..............................

 



[1] -النسائي، أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هـ -1991 م، ج 2، ص310.

[2] -صحيح مسلم بشرح النووي، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 1392 هـ -1973 م، ج 11، ص 160.

[3] - «مسند أحمد» (3/ 173 ط الرسالة):«وأخرجه عبدُ الرزاق (18565) ، والحميدي (83)»

[4] - أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 124 كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من قصد

[5] - يوم الرضع: أي يوم هلاك اللئام من قولهم: لئيم راضع وهو الذي رضع اللؤم

[6] - أخرجه أحمد 4/48(16628). و"البخاري" 4/81(3041) و"النسائي" في "عمل اليوم والليلة" 978.

[7] - متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 240، كتاب الهبة (51)، باب من استعار من الناس الفرس (33)، الحديث (2627)،

[8] - فتح الباري، لابن حجر 7/463.


سلمة بن الأكوع أنموذجا للدفاع عن المال والأوطان.pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf