حق الحياة بين وحشية الكتاب المقدس ورحمة الإسلام.pdf
حق الحياة بين وحشية الكتاب المقدس ورحمة الإسلام
الشيخ السيد مراد سلامة
الخطبة الأولى
أما بعد:
...............................
✍الواقع المر :إخوة الإيمان إن الناظر إلى ما يحدث على ثري أرض غزة من
استهداف المدنيين و من قتل للأطفال والنساء يرى وحشية لا توجد في عالم الغاب، بل
يرى أناسا في أشكال بشر وما هم ببشر بل لا يوجد أي تصور يمكن للعقل السوي أن يضربه
لهؤلاء المجرمين ، فإلى أي جنس أو دين ينتمى هؤلاء ؟
إن الشرائع السماوية كلها
تحرم و تجرم الاعتداء على النفس البشرية أو الاعتداء قتلها.....................
إن هؤلاء يقاتلون ويقتلون
عن عقيدة تعطيهم حق القتل والتخريب والتدمير بل إن الذي يكف يده عن ذلك يكون
ملعونا مطرودا من رحمة ذلك الاله الذي يعبده هؤلاء !!!
إنهم يؤمنون بالكتاب
المقدس فما هو الكتاب المقدس وبأي شيء يأمرهم وما هي مظاهر وحشية ذلك الكتاب؟
✍ما هو الكتاب المقدس؟
يتكون كتابهم المقدس من:
العهد القديم «التوراة»، والعهد الجديد «الإنجيل».
وكلا اليهود والنصارى يؤمنون بذلك الكتاب
هل الكتاب المقدس كلام الله؟
إخوة الإيمان إن الكتاب
المقدس بقسميه لا يمت إلى كلام الله تعالى بصلة بل هم قد حرفوا وبدلوا
✍وحشية الكتاب المقدس: إخوة الإيمان أتباع النبي العدنان صلى الله عليه وسلم: تأملوا
معي هذه النصوص و تلك الآيات الموجودة في ذلك الكتاب : الذي يقرا في كتابهم المقدس يجد أنه مشحون
بالكراهية و الحقد على كل من خالفهم بل يجده يحث على سفك الدماء و يلعن من يمنع سفكها
فتأمل في هذا النص ((ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ
سَيفَهُ عَنِ الدَّمِ. )) ( إرميا 48 : 10 ) .
هذا النص يجعل من المؤمن بالكتاب
المقدس ملعون ومطرود من رحمة ذلك الالهه إذا لم يقتل ويسفك الدماء، فكيف لا أخاف وأنا
أرى عقيدة غيرى تأمره بقتلى وسفك دمى؟
أمر بقطع أعناق الناس وأمر
باستحلال النساء والأطفال والبهائم وأمر بالإبادة الجماعية
(( فالآنَ اَقْتُلوا كُلَ ذَكَرٍ مِنَ الأطفالِ وكُلَ
اَمرأةٍ ضاجعَت رَجلاً، وأمَّا الإناثُ مِنَ الأطفالِ والنِّساءِ اللَّواتي لم يُضاجعْنَ
رَجلاً فاَسْتَبقوهُنَّ لكُم. )) ( عدد 31 :
17-18 ) .
و اسمع إلى الكارثة التي
لا ترحم و لا تعرف شفقة و لا رأفة (( وكلَّمَ الآخرينَ
فسمِعتُهُ يقولُ: اذهبوا في المدينةِ وراءَهُ واَضربوا. لا تُشفِقوا ولا تَعفوا. اقتلوا
الشُّيوخ والشُّبَّانَ والشَّاباتِ والأطفالَ والنِّساءَ حتى الفناءِ)) ( حزقيال
9: 5-6 )
أمر بقتل الشيوخ والشبان والشابات
والأطفال والنساء حتى الفناء ، وعلى هذا فإن هتلر يُعتبر ملاك إلى جوار هذا الإله الذى
أوحى بهذا الكلام .
✍الدمار الشامل :
(( فَالآنَ اذْهَبْ
وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ
رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً
)) ( صموئيل الأول )
ما ذنب الجمل والحمار والطـفـل؟
✍هذه كانت وحشية الكتاب المقدس فملا هي
رحمة الإسلام ؟ وكيف دعا إلى حماية النفس البشرية؟
كيف أنه جرم الاعتداء وقتل النفس؟ وكيف حرم
علينا الاعتداء على المخالفين لنا وتبرأ ممن يقع في ذلك
.................................
أعيروني القلوب والأسماع
.......
إن من تكريم الله تعالى
للإنسان أن كرمه وفضله على كثير من خلقه، فخلقه بيده ونفخ فيه من روحه، وأسجد له
ملائكته، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض، وزوّده بالقوى العقلية، وجعله سيد
الكائنات. فلهذا كانت النفس البشرية لها مكانتها السامية وغدا إزهاقها وإخراجها من
الحياة أمراً شنيعاً كباراً.
وهذه المكانة الرفيعة
والقدر الشريف للنفس البشرية من حيث إن صاحبها إنسان بقطع النظر عن دينه وجنسه
ولونه ووطنه.
عباد الله، إن هذا
الاحترام والعصمة للإنسان باقية له ما لم يرتكب موجباً من موجبات سفك دمه المعلومة
في شريعتنا الإسلامية
الإسلام ينظر إلى وجود
الإنسان على أنه بنيان بناه الله تعالى، فلا يحق لأحد أن يهدمه إلا بالحق، وبذلك
يقرر الإسلام عصمة الدم الإنساني، ويعتبر من اعتدى على نفس واحدة فكأنما اعتدى على
الناس جميعا، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا
عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ
فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (سورة المائدة الآية 32).
اسمع إلى قول الله عز وجل:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93]
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:68 - 70]
ويروى في الأثر:" لو
اجتمع أهل الأرض وأهل السماء على قتل امرئ مسلم بغير حق كبهم الله جميعاً على
وجوههم في النار".
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
مَا مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، لَمْ يَتَنَدَّ([1]) بِدَمٍ حَرَامٍ،
إِلَّا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ "([2])
✍تذكير الثائر بأن سفك الدماء من أمهات
الكبائر :
إخوة الإيمان إن الإسلام قد
عد الاعتداء على النفس البشرية من الموبقات المهلكات التي توجب لصاحبها نار جهنم،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ([3])
" قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ، قَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْغَافِلَاتِ ([4]) الْمُؤْمِنَاتِ ".([5])
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَسِيلُ عُنُقٌ مِنْ جَهَنَّمَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَقُولُ: إِنَّ لِي ثَلَاثَةً: كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَمَنْ جَعَلَ
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ "([6])
✍تنبيه الإنسان بأن سفك الدم من أحب
الأعمال إلى الشيطان:
وأخبرنا حبيبنا صلى الله
عليه وسلم أن قتل النفس و الاعتداء عليها من احب الأعمال إلى الشيطان، عَنْ أَبِي مُوسَى
الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا
أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَثَّ جُنُودَهُ فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا
أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ؟ قَالَ: فَيَجِيئُونَ فَيَقُولُ هَذَا: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى
عَقَّ وَالِدَيْهِ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَبَرَّهُمَا، وَيَجِيئُ هَذَا فَيَقُولُ:
لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَتَزَوجَ، وَيَجِيئُ
هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى شَرِبَ الْخَمْرَ، فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ،
وَيَجِيئُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ، فَيَقُولُ أَنْتَ أَنْتَ،
ويُلْبِسُهُ التَّاجَ "([7])
وصف
النبي المختار القتلة بالكفار:
إخوة الإيمان: إن النبي العدنان
صلى الله عليه وسلم قد عد قتل النفس كفر بما جا به
عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ ([8])النَّاسَ»
فَقَالَ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا،([9]) يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»([10])
✍الحرمان من مغفرة الرحمن إن لم يتب قبل أن
يلقى الملك الديان:
عن أبي الدَّرْدَاءِ قال
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ
أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
.([11])
✍كثرة الهرج من علامات القيامة:
وما نشاهده الأن من قتل و
دمار علامة من علامات القيامة و دنوها و قد اخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه
وسلم عن ذلك عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي
أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ , وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ» ([12])
✍النهي عن الاعتداء على أهل الذمة:
والقد حرم و جرم النبي صلى
الله عليه وسلم الاعتداء على أهل الذمة بل أنه أخبرنا ان من اعتدى على احد من أهل
الذمة و قتله بغير حق فإنه لن يجد ريح الجنة عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ([13])،
وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا. »([14])
أقول قولي هذا واستغفر
الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
✍الخطبة الثانية
أما بعد :................................
✍أخلاقنا في الحرب رحمة وإنسانية نابعة عن إيمان
عميق :
مَلكْنا
فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً فلمَّا
ملــكْتُمْ سالَ بالــدَّمِ أبْطَـــحُ
وحَلَّلْتُمُ
قتلَ الأسارى وطالَما غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح
فحسْبُكُمُ
هذا التَّفاوتُ بيْنَنا وكــلُّ
إِنــاءٍ بالــذي فيهِ يَنْضَحُ
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا
شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا
وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" .([15])
وعن نافع أن عبد الله رضي الله عنه أخبره "أن امرأة
وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم قتل النساء والصبيان".([16])
ولقد
كان من رحمته صلى الله عليه وسلم بهم أنه لا يفرق بين ابن وأمه لأن ذلك التفريق
ليس من الإنسانية فكيف يرضى به الإسلام فقد نهى أصحابه عن ذلك فعَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ،
قَدِمَ بِسَبْيٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَبْكِي وَقَالَتْ: بِيعَ
ابْنِي فِي عَبْسٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي
أُسَيْدٍ: «لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ كَمَا بِعْتَ بِالثَّمَنِ» فَرَكِبَ
أَبُو أُسَيْدٍ فَجَاءَ بِهِ ([17])
✍النهي عن التدمير والتخريب من غير حاجة، عن
صالح بن كيسان قال: لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على
ربع من الأرباع خرج أبو بكر رضي الله عنه معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال
يزيد: "يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل"، فقال: "ما
أنت بنازل وما أنا براكب، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون
بلاداً تؤتون فيها بأصناف من الطعام، فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها،
وإنكم ستجدون أقواماً قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع، فاتركوهم وما حبسوا له
أنفسهم، وستجدون أقواماً قد اتخذ الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا
تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيراً هرما،ً ولا امرأة، ولا وليداً، ولا تخربوا
عمراناً، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نخلاً
ولا تغرقنه، ولا تغدر، ولا تمثل، ولا تجبن، ولا تغلل، (وَلِيَعْلَمَ
اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
[الحديد: من الآية25] أستودعك الله
وأقرئك السلام" .([18])
✍النهي عن الإغارة على العدو ليلا حتى يصبح:
إخوة الإسلام: و من الآداب الإسلامية التي شرعها لنا
نبينا صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يغير على عدوه ليلا و هم نائمون ولا يأخذهم وهم نائمون انظروا عباد الله إلى قمة العدل و قمة الأخلاق
التي تحلى بها المسلمون مع أعدائهم فعَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِنْ لَمْ
يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَ مَا يُصْبِحُ فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا.»([19])
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ
فَجَاءَهَا لَيْلًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى
يُصْبِحَ فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ فَلَمَّا
رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا
نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ.»([20])
✍النهي عن التحريق والتعذيب بالنار
أمة الإسلام ومن آداب وأخلاقيات الحرب في الإسلام أنه
نهى اتباعه عن تحريق أعدائهم بالنار وتعذيبهم بها على الرغم عباد الله أن التحريق بالنار كان
سائدا في الحروب قبل الإسلام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: إِنِّي أَمَرْتُكُمْ
أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا
اللهُ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا.»([21])
[1] - أي: لم يصب
منه شيئا , ولم ينله منه شيء. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 5 / ص 278)
[2] -أخرجه أحمد
(4/152 ، رقم 17419) ، وابن ماجه (2/873 ، رقم 2618) .
[3] -الموبقات:
جمع موبقة، وهي الخصلة المهلكة
[4] -قذف المحصنات،
المحصنات: جمع محصنة، وهن العفائف ذوات الأزواج، وقذفهن : رميهن بالزنا.
[5] -أخرجه البخاري
(3/1017، رقم 2615) ، ومسلم (1/92 ، رقم 89) ، وأبو داود (3/
[6] -أخرجه ابن
أبى شيبة (7/51، رقم 34141). صحيح الترغيب والترهيب (2/ 318)
[7] -صحيح ابن
حبان - محققا (14/ 68) أخرجه الحاكم 4/350)و انظر الصحيحة: 1280 , وقال الشيخ شعيب
الأرنؤوط في (حب): إسناده صحيح.
[8] -(استنصت الناس)
اطلب منهم أن يسكتوا ويستمعوا لما أقوله لهم
[9] -. (كفارا)
تفعلون مثل الكفار]
[10] -أخرجه الطيالسى
البخاري (1/56 ، رقم 121) ، ومسلم (1/81 ، رقم 65) ، والنسائي (7/127 .
[11] -جامع الأصول
في أحاديث الرسول (10/ 208) أخرجه أبو داود
(4270) صحيح الجامع: 4524 , الصحيحة: 511
[12] - أخرجه مسلم
(4/2231 ، رقم 2908)
[13] - لم يَرحْ رائحة: أي:
لم يجد لها ريحا، وفيه ثلاث لغات: لم يَرَحْ ولم يَرِحْ، ولم يُرَحْ. وأصلها:
رِحْتُ الشيءَ أراحُهُ وأرِيحُهُ وأرَحْتُهُ إذا وجَدْتَ رائحتَهُ.
[14] - أخرجه أحمد (2/186، رقم 6745)، والبخاري (3/1155، رقم 2995)، والنسائي
(8/25، رقم 4750)، وابن ماجه (2/896، رقم 2686) .
[15] - رواه
أبو داود 2/44، (2614).
[16] - رواه البخاري، 3/1098، (2851)، ومسلم،
3/1363، (1744).
[17] - السنن الكبرى للبيهقي (9/ 212)
[18] - البيهقي السنن الكبرى، 9/90، (17929).
[19] - «صحيح
البخاري -ط السلطانية» (4/ 47)
[20] - «صحيح
البخاري -ط السلطانية» (4/ 48)
[21] - «صحيح
البخاري -ط السلطانية» (4/ 61):
تعليقات
إرسال تعليق