نداء الرحمن لأهل الجمعة في القران.pdf


نداء الرحمن لأهل الجمعة في القرآن

الشيخ السيد مراد سلامة

 الخطبة الأولى

أما بعد : ...................... إخوة الإيمان حديثنا إليكم أيها الأحباب مع {نداء الرحمن لأهل الجمعة في القرآن}

يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11} الجمعة"

 فهيا أيها الأحباب لنتعرف على فضائل يوم الجمعة وعلى شيء من أحكامها التي ينبغي على كل مكلف أن يتعرف عليها .....................

العلة التي سمي بها يوم الجمعة بذلك:

 عباد الله: هلا سألتم أنفسكم لماذا سمى الله تعالى يوم الجمعة بذلك؟

إن الله تعالى سماه يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق آدم عليه السلام عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا سَلْمَانُ , مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «يَا سَلْمَانُ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «يَا سَلْمَانُ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «يَا سَلْمَانُ , يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِهِ جُمِعَ أَبُوكَ أَوْ أَبُوكُمْ , »([1]).

الساعة التي خلق الله فيها آدم عليه السلام

إخوة الإسلام: واعلموا أن الله تعالى خلق المخلوقات في سائر أيام الأسبوع وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة في أخر ساعة بين العصر والليل ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي , فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ , وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ , وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ , وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ , وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ , وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ , وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ خَلْقٍ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ»([2])

فرض صلاة الجمعة:

 إخوة الإيمان ينادي الله عباده المؤمنين في القرآن الكريم فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11} الجمعة

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة، فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم عنها، ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك. وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة.

فإذا سمعتم الخطبة، وأدَّيتم الصلاة, فانتشروا في الأرض, واطلبوا من رزق الله بسعيكم, واذكروا الله كثيرًا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.

إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها, وتركوك -أيها النبي- قائمًا على المنبر تخطب, قل لهم-أيها النبي-: ما عند الله من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة, والله- وحده- خير مَن رزق وأعطى, فاطلبوا منه, واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم فقيل ليزيد هو ابن الأصم الجمعة عنى أو غيرها قال صمت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر جمعة ولا غيرها.([3])

فضل يوم الجمعة:

 و اعلموا عباد الله: أن يوم الجمعة يوم له شأن كبير ففيه الأحداث الجسام عن أَوْسِ بن أَوْسِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِيهِ خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَفْخَةُ, وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلاةِ عَلَىَّ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ".

قالوا: وكيف تُعَرضُ صَلَاتنَا عليك، وقد أَرَمْتَ - أَي بَلِيتَ -؟ فقال:"إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ وَعَلا - حَرَّمَ عَلى الأَرْضِ أَنْ تَأَكُلَ أَجْسَامَنَا". ([4])

عن أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ؛ قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا.([5])

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُحْشَرُ الْأَيَّامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيَّأَتِهَا , وَتُحْشَرُ الْجُمُعَةُ زَهْرَاءَ مُنْيرَةً أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى خِدْرِهَا , تُضِيءُ لَهُمْ يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا , أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا , وَرِيحُهُمْ كَالْمِسْكِ , يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ , يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ , لَا يَطْرُفُونَ تَعَجُّبًا حَتَّى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ , لَا يُخَالِطُهُمْ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ» ([6])

الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها:

إخوة العقيد: و من فضائل يوم الجمعة أن الله تعالى يغفر للعبد ما ارتكبه بين الجمعتين -عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ»([7])

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ وَغَدَا وَابْتَكَرَ حَتَّى يَأْتِيَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» ([8])

الساعة التي يجاب فيها الدعاء من يوم الجمع:

معاشر الأحباب وفي يوم الجمعة هدية ومنحة ربانية ينبغي على المسلم أن يغتنمها وألا يضيعها، إن تلك الهدية والعطية هي ساعة الإجابة لا يسأل الله فيها أحد إلا أعطاه الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، يُقَلِّلُهَا([9])

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ : إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ : فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا , إِلاَّ قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ , قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ ، فَقُلْتُ : صَدَقْتَ ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ.

قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ، قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلاَةٍ، قَالَ: بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ، لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، فَهُوَ فِي صَلاَةٍ.([10])

الغسل يوم الجمعة:

أيها الأحباب الكرام :ومن السنن التي شرعها الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سنة الاغتسال يوم الجمعة و التطيب، عن هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ اغْتَسَلَ الرَّجُلُ، وَغَسَّلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ تَطَيَّبَ مِنْ أَطْيَبِ طِيبِهِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ اسْتَمَعَ إِلَى الْإِمَامِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "([11]).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَلْيَسْتَنَّ وَيَمَسَّ طِيبًا إِنْ كَانَ عِنْدَهُ»([12]).

والجمهور من السلف والخلف وفقهاء الأمصار على أنه سنة مستحبة ليس بواجب يعصي بتركه، بل له حكم سائر المندوبات، وهو مذهب الشافعي وأبو حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو المعروف في مذهب مالك، وحملوا لفظ "واجب" على الوجوب في الاختيار ومكارم الأخلاق، والنظافة، وأجابوا عن قصة عمر وعثمان بأنها دليل على أنه سنة لا واجب، وذلك لأن عثمان لم يترك الصلاة لأجل الغسل، ولم يأمره عمر بالخروج للغسل، وأن من حضر من الصحابة وافقوهما

عن مجاهد قال: إذا اغتسل يوم الجمعة بعد طلوع الفجر من الجنابة أجزأه من غسل يوم الجمعة([13])

فضل التبكير للمسجد يوم الجمعة

 أحبتي في الله : من الفضائل التي يهملها كثير من المسلمين و يضيعها التبكير ليوم الجمعة فنرى كثيرا ممن يأتي إلى الجمعة لا يخرج من بيته إلا بعد ارتقاء الإمام المنبر ، بل البعض يظل جالسا في بيته أو على ناصية الطريق حتى ينتهي الإمام من الخطبة الأولى و يبدأ بالدعاء و هذا قد فرط في حق نفسه و حرمها الأجر العظيم و الثواب الكبير ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»([14])

الحث على الدنو من الإمام يوم الجمعة: ومن الأمور التي يفرط فيها كثير ممن يبكر لصلا الجمعة الدنو من الإمام فنرى من يحضر مبكرا ولكنه يفضل الجلوس في الصفوف الأخير عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا " ([15])

قال الحراني: والتأخر إبعاد الفعل من الاين الكائن وفيه توهين أمر المتأخرين وتسفيه رأيهم حيث وضعوا أنفسهم من أعالي الأمور إلى سفسافها والله يحب تلك ويكره هذه كما يأتي في خبر وفي قوله (وإن دخلها) بغير سبق تعريض بأن الداخل قنع من الجنة ومن تلك الدرجات والمقامات الرفيعة بمجرد الدخول ولله در القائل في المعنى

حاول جسيمات الأمور ولا تقل. . . إن المحامد والعلى أرزاق

وارغب لنفسك أن تكون مقصرا. . . عن غاية فيها الطلاب سباق

وإذا كان هذا حال المتأخر فكيف بالتارك([16])

الترهيب من تخطي الرقاب يوم الجمعة: إخوة الإيمان: ومن المحظورات التي قد يقع فيها بعض الناس يوم الجمعة تخطي الرقاب فيدخل المصلي ويجد أن المسجد قد امتلئ ومع ذلك يتخطى رقاب المصلين....عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَجُلا دَخَلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَجَعَلَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ.([17])

الإنصات للإمام يوم الجمعة: أمة الإسلام: ومن الآداب التي ينبغي على المسلم بها يوم الجمعة الإنصات للخطيب وعدم التحدث مع الغير لأن ذلك يحرم صاحبه أجر الجمعة عن أبي هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ([18])

عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَجَلَسْتُ قَرِيبًا مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَاءَةَ فَقُلْتُ لأُبَيٍّ مَتَى نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَتَجَهَّمَنِي وَلَمْ يُكَلِّمْنِي ثُمَّ مَكَثْتُ سَاعَةً ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَتَجَهَّمَنِي وَلَمْ يُكَلِّمْنِي فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لأُبَيٍّ إِنِّي سَأَلتك فتجهمتني وَلم تكلمني فَقَالَ أبي مَالك مِنْ صَلاتِكَ إِلا مَا لَغَوْتَ فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كُنْتُ بِجَنْبِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَنْتَ تَقْرَأُ بَرَاءَةَ فَسَأَلْتُ مَتَى نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَتَجَهَّمَنِي وَلَمْ يُكَلِّمْنِي فَقَالَ مَا لَكَ مِنْ صَلاتِكَ إِلا مَا لَغَوْتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ أُبَيٌّ([19])

الترهيب من ترك صلاة الجمعة لغير عذر شرعي: إخوة الإيمان: ومن المحظورات التي قد يقع فيها بعض الناس التهاون في أداء صلاة الجمعة فينام عنها أو ينشغل عهنا ويتركها عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ»([20])

 واعلموا أن من ترك ثلاث جمع تهاونا بها فإن الله تعالى يطبع على قلبه، عن أبي الجعد الضّمري، وكانت له صحبةٌ، أن رسولَ الله-صلَّى الله عليه وسلم -قال: "مَنْ تركَ ثلاث جُمَعٍ تهاوناً بها، طَبَعَ الله على قَلْبِهِ"([21]).

الله قد طبع على قلبه بطابع النفاق ... والتمادي على العاصي يوقع في سوء الخاتمة، ويذهب حلاوة الطاعة، فيذهب على المرء دينه وهو لا يشعر، فأما نفس المعصية فلا يكون كافراً، وإنّما يكون معرضاً نفسه لسوء الخاتمة، أو لينفذ فيه ما شاء من عذابه أو عفوه"

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاثَ جُمَعٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الإِسْلامَ وَرَاءَ ظَهْرَهُ.([22])

النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم: معاشر الأحباب: ومن الأمور التي ينبغي للمسلم أن يتعلمها أنه لا يجوز إفراد يوم الجمعة بصيام  إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده ،معَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «لَا تَخُصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ» ([23])

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ»([24])

إكثار السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة : أيها الكرام : اعلموا أن من خصائص يوم الجمعة أنه يسن في ذلك اليوم الإكثار من الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم فإن الصلاة عليه في ذلك اليوم معروضة عليه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا قَالَ قُلْتُ وَبَعْدَ الْمَوْتِ قَالَ وَبَعْدَ الْمَوْتِ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ([25])

أول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي و لكم إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

أما بعد : .............................

من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة: أحبتي الكرام: واعلموا أن من فضائل ذلك اليوم الطيب المبارك أن من مات فيه وقاه الله من فتنة القبر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ» ([26])

الأمر للناعس يوم الجمعة في المسجد أن يتحول عن مكانه:

  إخوة الإيمان: و قد يكون الإنسان متعبا لأمر ماء فإذا جلس في مكان أصابته سنة من النوم و قد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن من نعس و الإمام  يخطب فليتحول من مكانه إلى مكان أخر عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ».([27])

صفة يوم الجمعة وأهلها إذا بعثوا يوم القيامة

 أيها الأحباب أبشروا فقد جاءتكم البشارة من حبيبنا صلى الله عليه و سلم أن يوم الجمعة يأتي يوم القيامة كالعروس تهدى إلى كريمها و أن أهلها يخضون في جبال الكافور تكريما لهم في عرصات يوم القيامة  عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا , وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا , تُضِيءُ لَهُمْ , يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا , أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا , وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ , يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ , يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ , مَا يُطْرِقُونَ تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ , لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ»([28]).

من أدرك من صلاة الجمعة ركعة:

 و أخيرا عباد الله اعلموا: أن من أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الجمعة و نال أجرها و ثوابها عن أبي هريرة، قال: قالَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم -: "مَن أدركَ ركعةً مِن الصلاة فقد أدرك الصلاةَ"([29])

 أما من لم يدرك الركوع الثاني مع الإمام فعليه أن يتمها ظهرا أربع ركعات قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( إذا أدركت ركعة من الجمعة فأضف إليها أُخرى فإذا فاتك الركوع فصل أربعاً )([30])

الدعاء.................................................................

 



([1]) - صححه ابن خزيمة، 3/ 117 - 118، برقم 1732، وقال العلامة الألباني: ((إسناده حسن))، والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 6/ 237،برقم 6089،وأحمد في المسند،5/ 439 - 440،وفي الفتح الرباني،6/ 45،قال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 174: ((روى النسائي بعضه [3/ 104]، ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن)) انتهى.

([2]) - رواه الإمام مسلم في كتاب المنافقين 27 (2789) عن أيوب بن خالد، عن عبد اللّه بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدي فقال: وذكره.

وأخرجه الإمام أحمد في المسند 2: 327 (حلبي).

([3]) - أبو داود: (1/ 372) (2) كتاب الصلاة (47) باب في التشديد في ترك الجماعة - رقم (546).

([4]) - صحيح - "المشكاة" (1361)، "الصحيحة" (1527)، "صحيح الترغيب" (698).

([5]) - أخرجه أحمد 3/ 304، والنسائي في الجمعة 3/ 93 باب: إيجاب الغسل يوم الجمعة، من طريق بشر بن المفضل،وأخرجه ابن أبي شيبة في الصلاة 2/ 93

([6]) - أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد (2/165)و ابن خزيمة (3/117، رقم 1730) ، والحاكم (1/412، رقم 1027)

([7]) - أخرجه مسلم "233" في الطهارة: باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ... ، والترمذي "214" في الصلاة: باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس، والبيهقي في "السنن" 2/467 و10/187، وابن خزيمة في "صحيحه" "314" و "1814"، والبغوي في "شرح السنة" "345"

([8]) - أخرجه مسلم (857)، وابن ماجه (1090)، والترمذي (504)

([9]) --الموطأ" 1/108، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/128، والبخاري (935) ، ومسلم (852) ، والنسائي في "الكبرى" (1748) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (469) ، والطبراني في "الدعاء" (170) ، والبيهقي 3/249، والبغوي (1048) .

([10]) - وأخرجه أحمد (23781)، والطبراني في "الكبير" -قطعة من الجزء 13 - (405)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 9/ (419)

([11]) - البيهقي في سننه الكبرى ج 3/  ص 243 حديث رقم: 5750

([12]) - أخرجه البخاري (879) و (895) , ومسلم (846) (5)، والنسائي في "الكبرى" (1680).

([13]) -(مصنف ابن أبي شيبة ج1:ص437)

([14]) -"الموطأ" "1/101" في الجمعة: باب العمل في غسل يوم الجمعة، ومن طريقه: أخرجه البخاري "881" في الجمعة: باب فضل الجمعة، ومسلم "850" "10" في الجمعة: باب الطيب والسواك يوم الجمعة، والترمذي "499"

([15]) - المصنف في الشعب (3018)، وأخرجه أحمد (20112) عن سريج به. وقال الذهبي 3/ 1168: قال ابن معين: الحكم ليس بشيء.

([16]) - فيض القدير (1/ 194)

([17]) - وأخرجه أحمد "4/190"، وأبو داود "1118" في الصلاة: باب تخطي رقاب الناس يوم الجمعة، وابن خزيمة "1811"

([18]) - أخرجه البخاري في: 11 كتاب الجمعة: 36 باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب

([19]) - - صحيح ابن خزيمة- (3 / 52) حسن

([20]) - أخرجه ابن أبي شيبة 2/191، ومسلم (652) (254) ، وابن خزيمة (1853)

([21]) - وأخرجه ابنُ ماجه (1125)، والترمذي (506)، والنسائي في "الكبرى" (1668) من طريق محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حديث حس

([22]) - مسند أبي يعلى الموصلي (5/ 102) (2712) صحيح موقوف

([23]) - "صحيح مسلم": (3/ 154)؛ (فؤاد- 2/ 801 - رقم: 1144).

([24]) - صحيح الجامع: 7356، الصحيحة: 981

([25]) - المصنف في فضائل الأوقات (277). وأخرجه القطيعى في جزء الألف دينار (142) عن أبي خليفة به. وقال الذهبي 3/ 1181: إسناده صالح.

([26]) - مسند أحمد ط الرسالة (11/ 147) وأخرجه الترمذي (1074) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (277)

([27]) - أخرجه أحمد 2/ 32، وابن خزيمة (1819)، والحاكم 1/ 291 )

([28]) - (صحيح ابن خزيمة ج3:ص117)

([29]) - أخرجه مسلم (607)، وابن ماجه (1122)، والترمذي (532)، والنسائي في "الكبرى" (1753)، وفي "الكبرى" (1548) و (1550)

([30]) - البيهقي في سننه الكبرى ج 3/  ص 204 حديث رقم: 5530


نداء الرحمن لأهل الجمعة في القران.pdf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة فيض الإله بخلق المواساة.pdf

الحقوق العشر للوطن في الإسلام

خطبة الحفاظ على الأوطان من المعاصي التي تدمر البلدان.pdf