الشهيد الشاب مصعب بن عمير رضي الله عنه قدوة لشبابنا

الشهيد الشاب مصعب بن عمير. قدوة لشبابنا أيها الإخوة: إنني سأتكلم في هذه الخطبة عن سيرة صحابي جليل من صحابة رسول الله، كان شابًا غنيًا مترفًا منعمًا حسن الوجه لطيف المعاملة والمعاشرة، وكلما تعمق القارئ في ترجمته ازداد له هيبة وامتلأ إعجابًا وإكبارًا له، فهو ممن وضعوا البنى الأساسية لمجد الإسلام وعزته ومكانته ورفعته في مدينة رسول الله بين الأنصار أوسهم وخزرجهم، ولا أقصد بكلامي عن هذه الشخصية الكريمة مجرد التفاخر والتواكل والاعتماد في الحاضر على الأحساب والأمجاد الأولى، فهذا لا يفيدنا شيئًا في مجال البناء والنهضة بشبابنا الضائع وأمتنا التائهة. وإنما أقصد بحديثي استلهام روح البطولات الرائدة لدى سلفنا الصالح ليصبح الحديث عنهم عنوانًا طيبًا صالحًا لبعث الحياة فيهم من جديد، وتجديد الأمل، واستعذاب المنى وتفجير الطاقات والقوى، وإحداث التغيرات الفورية في جيل الإسلام وأمة الحاضر للاتجاه نحو الأفضل والعمل من أجل غد مشرق ومستقبل باسم مليء بالأمجاد، لا مجال فيه لمتخاذل أو مستضعف أو متردد أو مبتدع مارق، فليس الكلام الشيق المفصل عن حياة أي صحابي مجرد قصة أو ترجمة عابرة للتسلية وشغل الوقت كأغلب قصص...